حمل الموقف الأخير لوزير المهجرين طلال إرسلان إشارات إيجابية تجاه المختارة وتسميته لتيمور جنبلاط كشخصية واعدة، كونه يأتي في خضم التباعد السياسي بين المختارة وخلدة حول ملفات سياسية واقتصادية، وبشكل خاص النظرة المتباعدة بينهما حول الحرب السورية، حيث تُسجّل هوّة كبيرة بين النائب وليد جنبلاط والوزير إرسلان.
وكان ارسلان قد غرد رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» وزير المهجرين طلال أرسلان، عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «إن كنت لا تستحي فافعل ما شئت»، هكذا يقول المثل، ومثل آخر يقول «من شب على شيء شاب عليه»، وثمة أيضا مثل قائل: «الطبع يغلب التطبع»، فمن كان الكذب والنفاق والمتاجرة بحقوق الناس من طباعه لا يمكن بل من المستحيل أن يتطبع بالصدق والشفافية بكل مقارباته».
وتابع: «الصغير يبقى صغيرا لو اعتلى أعلى المناصب والمراتب، أنصح الجميع من مسؤولي أحزاب وفعاليات وحتى بعض نواب الصدفة كفوا عن المتاجرة بحقوق الناس المشروعة في موضوع المهجرين وأخرجوه من البزار الانتخابي».
وختم: «أصبحت اللعبة واضحة ومكشوفة لكل الناس من مقيمين ومهجرين، وللجميع أقول وأشدد، تيمور بك شاب واعد وابن أخ كريم».
وعلم أن موقف إرسلان الأخير، وتحديداً من قضية المهجّرين، إنما يعود لاتهامات من بعض نواب «اللقاء الديموقراطي» حول دفع أموال في بعض مناطق الجرد في عاليه والشوف وبعبدا، وأن هذا الأمر قد سبق وجرى بحثه بين وفد إشتراكي والوزير إرسلان منذ أشهر، ولكن من دون التوصّل إلى أي إيجابيات. ويعتبر الإشتراكيون ما حصل بأنه «رشّة» إنتخابية، ومؤشّر على صعوبة التحالف الإنتخابي في المرحلة المقبلة، وذلك على الرغم من رسالة جنبلاط الإيجابية لدارة خلدة، عندما حسم خياره لجهة ترك مقعد درزي شاغر على لائحته، حتى ولو كانت هناك لائحة ثانية أو ثالثة، باعتبار أن الوزير إرسلان هو من الثوابت، ولا يمكن بالتالي أن يخوض الإشتراكي أية مواجهة إنتخابية وسياسية معه انطلاقاً من جملة معطيات تتمثّل بتجنيب الجبل والصف الدرزي مناخ الإنقسام والتشرذم.
من هذا المنطلق، ترى مصادر في الجبل متابعة لعرقة الطرفين الجنبلاطي والإرسلاني، أن موقف إرسلان، يأتي في سياق الردّ الإيجابي على زعيم المختارة، ولكنه في الوقت نفسه، أراد توجيه رسالة حول ما يقال ويُطبخ ويفبرك بالنسبة لموضوع المهجّرين، بينما السؤال المطروح يتركّز حول ترجمة هذه الإيجابية في الإستحقاق الإنتخابي. وأشارت المصادر نفسها الى أن ما هو محسوم حتى الآن في الشوف وعاليه، هو أن جنبلاط قرّر خوض الإنتخابات بدرزي واحد في عاليه هو النائب أكرم شهيّب، وماروني هو النائب هنري حلو.
أما بالنسبة لإرسلان، فهو من الأساس، ومنذ ما قبل الإنتخابات النيابية السابقة، يسعى إلى دخول المجلس النيابي بنائب ماروني أو أرثوذكسي، مع تشدّده في أن يكون النائب السابق مروان أبو فاضل على لائحته. ولهذه الغاية، فإن جنبلاط لم يتحدّث في حواره المتلفز الأخير عن هذا الأمر، تاركاً المسألة لما ستؤول إليه الإتصالات مع الأحزاب والقوى المسيحية التي لها حضورها في الجبل، لا سيما «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والكتائب. لذا يبدو، كما تضيف المصادر ذاتها، أن ما يسمى بـ«معركة طاحنة» في عاليه هو أمر صعب المنال، نظراً لإصرار جنبلاط على تجنّبها، وعلى التمسّك بالعلاقة مع إرسلان مهما كانت الخلافات والتباينات السياسية بينهما عميقة، في حين يدرك إرسلان، أن المواجهة في هاتين الدائرتين صعبة، إن على صعيد الحاصل الإنتخابي، أو على صعيد الصوت التفضيلي، وذلك على الرغم من دوره وحضوره، حيث بإمكانه الوصول إلى الندوة النيابية، إنما بعيداً عن تحالف واسع وكتلة وازنة، وهذا أثبتته الإستحقاقات السابقة، وبالتالي، فإن الوضع الإنتخابي الميداني الحالي مستمر كما هو.
وخلصت المصادر عينها، إلى أن ما يجري في دائرة عاليه والشوف، لا يقتصر على المقاعد الدرزية، بمعنى أن هناك ثقلاً مسيحياً عونياً ـ قواتياً له دوره في إدارة الدفّة الإنتخابية، ولهذا السبب لم تتبلور صورة العلاقة الجنبلاطية ـ الإرسلانية بشكل نهائي، كما لم يتّضح وضعها في مرحلة ما بعد إعلان التحالفات الإنتخابية، وتحديداً بين الوزير إرسلان و»التيار الوطني الحر»، أو بين النائب جنبلاط و«التيار الوطني».