شتائم، مسبات، فضائح، رشوة، سرقات، مافيات، تهريب، خروج على القانون الخ…
هذه المفردات طغت على الكثير من الكلمات التي ألقاها السادة النواب المحترمين خلال مناقشتهم مشروع الموازنة العامة.
راقبت بتمعن، واستمعت جيداً الى معظم تلك الكلمات، بحثت عبثاً عن أي جديد، ولم يحالفني الحظ. وفي المقارنة بين جلسة مناقشة الموازنة أول من أمس وأمس، والجلسات المماثلة سابقاً… النواب والوزراء في الحكومة وخارجها، مع الحكومة وضد الحكومة حتى إنتابتنا الحيرة: هل نصدّق ما نسمع؟ وبالنتيجة سيوافق المجلس النيابي الكريم على الموازنة بعدما لم يبقَ انتقاد إلاّ ورموا هذه الموازنة به.
البعض ذهب أبعد مدى فهاجم مشروع موازنة العام ٢٠٢٠!
نفهم انه في الديموقراطية هناك معارضة وهذا حق، أما أن تكون موالياً ومعارضاً في آنٍ معاً فهذا غير موجود إلاّ في لبنان.
الانتقادات كثيرة جداً.
مثال ذلك: أولاد الموظفين الرسميين يتعلمون في المدارس الخاصة، وبلغت الكلفة نحو ٦٠٠ مليون دولار، مع العلم أنه في هذه السنة كان الأوائل في الشهادات الرسمية معظمهم من طلاب المدارس الرسمية وفي القرى النائية بالذات.
لا نريد أن نسوق العدد الكبير من الملاحظات التي نعرفها ولكننا لن نتناولها، لأنه كما يقول جورج وسوف «كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر».
وهناك ملاحظة: عندما يعيّـن موعد جلسة، وتكون منقولة على التلفزيون، نجد أنّ طالبي الكلام أكثر من نصف عدد نواب المجلس النيابي، هل هذا دليل تقدّم أو تخلف؟ إنّ معظم ما يقولونه يرددونه في المجلس ومن على شاشات التلفزة وسائر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً «تويتر».
ملاحظة ثانية ودعاء: أمدّ الله في عمر الرئيس نبيه بري، ولو كان أحدٌ سواه في رئاسة المجلس لما كنا نعرف كيف سيضبط هذا المجلس الذي لا ضوابط له إلاّ أنّ الرئيس بري يعرف كيف يضبط الإيقاع.
قد يقول البعض، اثر الاستماع الى الاتهامات والفضائح والتراشق: هؤلاء النواب جاء بهم الشعب؟
والسؤال الكبير: مَن يحاسب مَن؟ وإذا كان الناس لا يعجبهم نوابهم واداءهم، فلماذا يعيدونهم الى الندوة البرلمانية؟ ومَن المسؤول عن ذلك؟
أضف الى ذلك أنّ معظم العائلات التي دخلت السياسة والمجلس والحكومات ما زالت هي هي: ابن الجميّل، ابن شمعون، ابن جنبلاط، ابن ارسلان، ابن فرنجية وابن سلام…
وقد انضم الى أبناء العائلات حزب جديد هو «حزب الله» الذي لم يكتفِ بالوصول الى النيابة بل اجتازه الى الحكومة والحكاية هي نفسها: نحن ضد الحكومة ونحن مع الحكومة.
عوني الكعكي