IMLebanon

الأشرفية: نصف الأصوات لعبس غير المرشح!

عندما يكون الموضوع عن الأشرفية، لاشعورياً تحضر عبارة «أشرفية البشير» على اللسان، لكن أمس كانت ساحة ساسين تصرخ «أشرفية عون» رغم صورة بشير الجميل الكبيرة على أحد المباني والنصب التذكاري الصغير.

الالتفات يميناً ويساراً يقودك الى لافتة «إذا كان الرفض متعباً فإن القبول مميت»، وصور قديمة للنائب ميشال عون مذيلة بعبارة: «وفاءً لك وانتماءً لمدرستك». معدّو «ساحة عون» وقفوا على بعد أمتار منها في مشهد أشبه بنشاطات العونيين ما بين 1990 و2005. الوجوه هي نفسها، زياد عبس وجورج تشاجيان وهشام حداد وبول أبي حيدر وعشرات الشباب غيرهم يحتضنون المارة بالضحكات، فيما عربة كبيرة توزع عصير البرتقال للجميع. ولتكتمل الصورة، كان لا بدّ للمناشير من أن تحضر. فيما على مقلب نائب رئيس الحزب نقولا صحناوي، افترش الشباب الذين يدورون في فلكه مدخل باب الاقتراع أمام مكتب هيئة تيار الأشرفية. وبدا واضحاً أمس أن للأشرفية العونية، معسكرين: الأول يمثل الشباب الذين تأسس التيار الوطني الحر على أيديهم، وهم أنفسهم الذين صدر قرار بفصل قيادييهم منذ بضعة أيام (عبس وأبي حيدر فصلا نهائياً، وتشاجيان علقت عضويته لأربعة أشهر وحلّت هيئة الدائرة التي كان يرأسها)؛ والثاني الحزب السياسي بمعناه التقليدي.

عبس، المفصول من التيار والذي لم يتم قبول ترشيحه بطبيعة الحال، نال أكثر من 170 صوتاً، احتُسِبَت أوراقاً ملغاة. وتقول المصادر إن 174 ورقة حملت اسم زياد عبس بدلاً من أسماء المرشحين الرسميين، وذلك مقابل 184 صوتاً للمرشح عن المقعد الكاثوليكي نقولا صحناوي. فيما نال المرشح عن مقعد الأرمن الكاثوليك ميشال دو شدرفيان 4 أصوات فقط، وصوت للمرشح الكاثوليكي المدعوم من عبس، شارل فاخوري و6 أوراق بيضاء. سريعاً، بدأ أنصار عبس بالاحتفال. فبنظرهم أعاد عبس مرة أخرى التأكيد على «الشرعية التي يوليه إياها تيار الأشرفية، رغم كل الضغوط وقرارات المحكمة قبيل أقل من أسبوع على الاستحقاق». وانتشرت على صفحاتهم المعادلة الآتية: 184 لصحناوي ــ 180 لعبس، كونهم يحتسبون الأوراق البيضاء أصواتاً اعتراضية لمصلحة عبس. فيما تقول مصادر صحناوي إن «الأوراق الملغاة لا يعترف بها وهي بمثابة اللا أحد، فيما الشرعية الحقيقية هي لمصلحة المرشح الفائز أي صحناوي».

معسكرا الأشرفية احتفلا بالفوز كلّ تحت عنوان مختلف، والثابت أن عبس خرق الفيتو الباسيلي وأسقط الجدار العازل الذي بناه الحزب لإلغائه، فحافظ على الأرض العونية التي سبق أن منحته شرعيتها في انتخابات الهيئة. وعن ذلك يقول عبس لـ»الأخبار»: «انتصارنا أكبر برهان أننا تلاميذ ميشال عون ولا يستطيع أحد سحقنا أو إلغاءنا. من ينتمي الى مدرسة الجنرال عون يقدر جيداً معنى الحرية، لذلك يقاتل للاحتفاظ بها ولو كان الثمن غالياً. وأنا أكيد اليوم أن الجنرال أكثر شخص فخور فينا لأنو تأكد إنو ربّى ولاقى».