Site icon IMLebanon

المطلوب هدنة سياسية  لتمرير الأعياد

هدنة الأعياد… ما رأيكم بهذه المبادرة؟ لماذا لا يتم اتخاذها على كل المستويات: السياسية والأمنية لنُتيح للناس أن يمرروا فترة الأعياد بأقل قَدْر ممكن من التوتر والإرتباك.

***

أكثر من 300 يوم يُمضيها اللبنانيون في مُعَاركة الظروف والعيش كل يومٍ بيومه، إنه فعلُ مقاومة يقوم به العامل والموظف وصاحب المؤسسة والجندي والإداري، وكل الناس، ألا يستحق جميع هؤلاء ان تكون لديهم بضعة ايام من عدم التوتر يعوِّضون بها عما يقاسونه خلال الأيام الثلاثمئة؟

***

ما لا ينطبق عليه مفهوم الهدنة هو أهالي العسكريين المخطوفين، فهؤلاء لن يهدأ لهم بال ما لم يرجع أبناؤهم سالمين إليهم وإلى عائلاتهم، ما عدا ذلك فإن كل الملفات يمكن ان يسري عليها منطق الهدنة الإعلامية:

فمسألة تسليح الجيش اقتربت من ان تصل الى خواتيمها في النصف الأول من الشهر المقبل من السنة الجديدة، اما الملفات الباقية فتتحمَّل إلى ما بعد الهدنة:

سلامة الغذاء اقلعت وتسير في الإتجاه الصحيح لكن لا لزوم لجعل الناس يهربون من الفظائع التي يشاهدونها على شاشات التلفزة، على المعنيين ان يتخذوا إجراءاتهم الصارمة بعيدًا من التهويل الإعلامي.

قضية إزدحام السير، لا بد من محاولة معالجة الامور بشيء من الجدية، فأكثر ما يُنغِّص الناس في التحضير للأعياد هو هذا الإزدحام الذي يبدأ نهارًا ولا ينتهي إلا بعد منتصف الليل، أي ان هذا الإزدحام لا يُعالَج بل يُعالِج نفسه بنفسه بمرور الوقت.

***

وأخطر ما يجعل الهدنة الإعلامية عُرضَةً للسقوط هو التراشق السياسي بين السياسيين والمسؤولين، سواء عبر المؤتمرات الصحافية أو عبر تبادل بيانات الهجاء، يُفتَرض بالسياسيين أن يُدركوا ان هذا النوع من التخاطب السياسي لا يُقدِّم أو يؤخِّر بل إن كل ما يفعله هو توتير الأجواء من دون تحقيق أي أغراض سياسية إيجابية، وما يدعو إلى الإستغراب ان الذين يعمدون إلى توتير الأجواء، عشية الأعياد، هم أولئك الذين يستعدون لتمضية عطلات الأعياد خارج لبنان فيما الناس العاديون لا يستطيعون أحيانًا مغادرة منازلهم، فكيف يحق للمقتدرين ان يوتروا الأجواء فيما هُم يبقون بعيدًا من هذا التوتر؟

***

إن الهدنة الإعلامية يُفترَض أن يطالب بها الناس وان يلتزمها السياسيون، وبهذا المعنى يمكن تمضية فترة أعياد غير متوترة، أما بعد انتهاء السنة والبدء بسنةٍ جديدة، فلكل حادث حديث، وليرجعوا إلى التوتر قْدرَ ما يشاؤون خصوصاً ان الملفات المطروحة لن تجد لها معالجة لا في ما تبقَّى من السنة ولا في الشهور الاولى من السنة الجديدة، فليحافظوا على شيء من الهدوء رحمةً بالناس وبما تبقَّى من آمالٍ لديهم.