IMLebanon

الاسد باي باي

كانت زيارة الموفد الشخصي للرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين، نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف الى المنطقة واضحة وصريحة وهي أنّ هناك مشروعاً روسياً لحل القضية السورية في الحرب الدائرة بين النظام وبين المعارضة، إنطلاقاً من نجاح موسكو في المرة الأولى في حل قضية الاسلحة الكيميائية وحالت دون تنفيذ ضربة جوية أميركية لسوريا، ويبدو أنّ الدب الروسي أدرك أخيراً أنّ النظام السوري لا يستطيع أن يضع حداً للحرب الدائرة بينه وبين المعارضة خصوصاً أنّ 4 سنوات من الدعم الروسي بالسلاح والمال، والدعم الإيراني بالسلاح وبالمال، وبالميليشيات الشيعية، وبـ»فيلق القدس» في الحرس الثوري بقيادة اللواء قاسم سليماني، وبالدعم العراقي العسكري، وبالإمكانيات المالية الكبيرة والبترول، والميليشيات الشيعية التابعة لمقتدى الصدر، وكتائب أبو الفضل العباس، والسماح بنقل الاسلحة الايرانية عبر العراق(…) هذا كله لم ينفع.

أخيراً أدرك الدب الروسي أنّ حرب الاستنزاف في سوريا سوف تطيح حتى النظام الروسي ذاته؟!. طبعاً ليست سوريا هي السبب الوحيد لذلك من خلال الدعم الروسي القوي لها، بل هناك أيضاً عاملان:

الأول- إحتلال روسيا أجزاء من أوكرانيا في بعض المناطق في شبه جزيرة القرم، وما يترتب على ذلك من تكاليف باهظة، وكذلك هناك العقوبات الاقتصادية الغربية (الاميركية – الاوروبية) والدولية التي تؤثر جدياً في الاقتصاد الروسي.

الثاني- خفض أسعار النفط من 100- 110 دولار  أميركي الى 60 ثم الى 50 دولاراً إذ لا سقف للتدهور… وهو ما نتج عنه عجز في هذه السنة فقط يوازي 110 مليارات دولار.

ثالثاً- هروب رأسمال يقدّر بنحو 70 مليار دولار الى خارج روسيا، ويلاحظ هنا أنّ المصرف المركزي الروسي خسر أكثر من 80 مليار دولار لدعم الروبل الذي كان كل دولار يعادل 28 روبلاً، فأصبح اليوم كل دولار يعادل 80 روبلاً… ما أسفر عن خسارة 7 مليارات دولار في الأيام الأخيرة، لكي يعود الى 60 روبلاً مقابل الدولار.

نعود الى زيارة بوغدانوف خصوصاً لقاءه السيّد حسن نصرالله ناقلاً إليه أنّ النظام السوري لن يستطيع أن يصمد أمام هذه الحرب ولا بد من إيجاد تسوية سيكون ثمنها سقوط نظام الاسد.

لم يتقبّل السيّد هذا الكلام وقال إنّ هناك مؤامرة على سوريا وعلى المقاومة، وأنّ النظام السوري يدفع ثمن دعمه للمقاومة، وأنّ الرئيس الأسد أصبح رمزاً للمقاومة ولن نتخلّى عنه مهما كان الثمن.

طبعاً الموفد الروسي لم يرد على السيد حسن نصرالله بل بقي صامتاً لأنّ السكوت في هكذا حال هو أفضل جواب…

من ناحية ثانية، وعلى الرغم من انقسام المعارضة السورية الى تيارات عدّة مختلفة، فقد أعلن رئيس الإئتلاف السوري المعارض هادي البحرة أنّ قوى المعارضة مستعدّة للذهاب الى موسكو والجلوس الى طاولة المفاوضات لأنّها تفضّل الحل السلمي…

يعني أنّ مطلع السنة المقبلة، أي خلال أيام، هناك اتجاه قوي نحو دفع الأمور الى مؤتمر السلام الذي ترى روسيا أنّه الحل الوحيد لسوريا، بتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يعد يستطيع أن يفعل شيئاً في الأزمة، والوضع الحالي أصبح تقريباً ستاتيكو في عملية استنزاف لا أكثر ولا أقل.