IMLebanon

درغام لـ”الديار”: على المعارضة سحب الذرائع من يد الثنائي والذهاب الى الحوار وعدم التمسّك بالأعراف لأنّ الدستور في خدمة الناس 

لا يجب أن تكون رئاسة الجمهوريّة مُقيّدة بالحروب الإقليميّة

 

لا تشجع المواجهة والسجالات الحادة على خلفية المبادرات الرئاسية والحوار الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري للكتل النيابية المعارض، على توقع طرح واقع الإستحقاق الرئاسي على طاولة البحث الجدي تمهيداً لإحداث خرقٍ في جدار الشغور الرئاسي. وعلى خطّ المساعي الهادفة من أجل تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء المنقسمين في هذا الملف، ينشط “التيار الوطني الحر” من خلال مساعي يقوم بها نواب تكتل “لبنان القوي”، باتجاه الكتل النيابية كافةً، وهي مساعٍ يضعها النائب في التكتل أسعد درغام، في سياق “سياسة التيار القديمة – الجديدة، وهي مد اليد في الداخل اللبناني إلى جميع الأطراف”.

 

ويؤكد النائب درغام في حديثٍ لـ”الديار”، أنه “بالحوار والتواصل ولو لم نكن متفقين، نستطيع التوصل إلى طرقٍ، تمكننا من الخروج من هذه المراوحة خصوصاً على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية”.

 

وعن اللقاءات والجولات التي يقوم بها نواب “لبنان القوي”، يقول النائب درغام أنها “تشمل كل الأطراف لأننا الفريق القادر على التواصل مع كل الجميع، ونأمل من هذا الحراك أن يؤدي إلى توافق أولاً، على آلية محددة لفتح أبواب المجلس وليكون الكل مشاركاً فيها لأن انتخاب الرئيس فقط ليس الحل، بل الحل يكون بخارطة طريق نُساهم بها جميعنا من أجل الوصول إلى تاليف حكومة وتحقيق عملية إنقاذ حقيقية خصوصاً على المستوى الإقتصادي والإجتماعي”.

 

ورداً على سؤال حول وجود فرصة لنجاح هذه المساعي، يقول النائب درغام “إننا نقوم بواجباتنا، وهذا لا يحتم ربما النتيجة المرجوة، ولكننا نقوم بما علينا بهذا الإتجاه من دون أن ننتظر نتائج حرب غزة، وبالتالي هذا أمر منفصل لان الداخل اللبناني لا يجب أن يكون مقيداً بالحروب الإقليمية”.

 

ويرى النائب درغام أنه ” بالنسبة للمعارضة وبحسب مضمون مقترحاتها، فإننا نتفق معها، ولكن بالشكليات، هناك دعوة لكل أفرقاء المعارضة إلى سحب الذرائع من يد الثنائي، وبالتالي الذهاب إلى حوار، بالرغم من أن نتيجة هذا الحوار قد لا تكون مضمونة، ولكن على الأقل، فإنه حوار، والرئيس بري تحدث عن حوار لعشرة أيام، والهدف يبرر الوسيلة ، وبالتالي إذا بقينا متمسكين بالأعراف سيذهب البلد ويضيع، وهنا أقول للمعارضة بأن البلد هو أهم من الأعراف والدستور قد وضع لخدمة الناس وليس الناس لخدمة الدستور”.

 

وعليه، يشدد درغام على وجوب “عدم التلهي بالشكليات فنحن مختلفون على الشكليات، والمعارضة مهتمة بالوجود المسيحي ولكن اذا بقينا متمسكين بالشكليات، لن يبقى مسيحيون لنتحدث عن الأعراف، وبالتالي سيزول البلد ونحن نحكي عن الأعراف ولن يبقى أحد لنقول نمارس الدستور أو العكس”.

 

وعن المناخ المواجهة الحالية بين المعارضة ورئيس المجلس، يؤكد درغام أن “المطلوب ليس مواجهة، بل المطلوب هو حوار لكي نلتقي في منتصف الطريق، لأن لا أحد يستطيع فرض شروطه على الآخر في هذا البلد، وقد أثبتت كل التجارب الماضية بان هذا البلد يقوم على التفاهمات السياسية وخصوصاً في ظل تكوين المجلس النيابي من مجموعة أقليات عاجزة عن إنتاج رئيس حتى في إطار 65 نائباً، فنحن بحاجة إلى تفاهم وربما لن يحصل إجماع كلي على هذا التفاهم ولكن الحد المطلوب، هو أكثرية كبيرة تستطيع أن تؤمن للرئيس المنتخب القدرة على الحكم، لأننا اختبرنا نتائج انتخاب رئيس لا يستطيع ان يحكم ولم نستطع ممارسة الرئاسة في ظل التجاذب والخلافات التي كانت دائرة، فنحن بحاجة إلى رئيس يستطيع أن يرأس ويحكم ويدير دفة الحكم في البلد”.

 

وحول التحرك من أجل التوصل إلى سلة تفاهمات، يوضح درغام أن “ما من تفاهمات على سلة، لأن الإتفاق على سلة يحصل بالتوافق بين كل اللبنانيين، ولكن لا حوار مع أي جهة كما يسمى في لبنان بالسلة، لأننا بحاجة لانتخاب رئيس بأكبر عدد ممكن من توافق الكتل النيابية وهذا ما نسعى إليه”.

 

وعن تموضع “التيار الوطني”، يقول درغام “نحن بالمنتصف،  ونحن صلة تواصل بين الجميع، نتفق مع المعارضة على مرشح للرئاسة، ولكن طموحنا أن نصل إلى اتفاق مع المعارضة والثنائي وكل الكتل النيابية”.

 

وعن الجهات التي يتم التواصل معها، يوضح درغام أن “التواصل مستمر مع الحزب التقدمي الإشتراكي ومع المعارضة عبر بعض النواب ومع الرئيس بري وحتى تواصل مع حزب الله ولعلّ كل هذه التحركات تصل إلى النتائج المرجوة”.