IMLebanon

الأسد ينعى نظامه

كلام بشار الأسد في خطابه يوم أمس وكأنّه أراد أن يقول إنّ الجيش السوري غير قادر، وهو بحاجة الى خبرات إيرانية، ومساعدة عسكرية من «حزب الله» بالمقاتلين.

ماذا يعني هذا الكلام؟

وهل أنّ الجيش السوري الذي كان يحارب إسرائيل بات لا يستطيع أن يحسم بعض التظاهرات؟! هل هذا صحيح؟

الحقيقة أنّ الجيش السوري غير قادر على قتل أهله، وهو ليس بحاجة الى مساندة مقاتلين من «حزب الله» ولا الى خبرات الايرانيين، لو كان يحارب أعداءً حقيقيين، والتاريخ يشهد ماذا حدث في ثكنة فتح الله… كما أنّنا نعرف ماذا حدث على جسر المطار…

وفي الأساس لولا حافظ الأسد وتدريبات الجيش السوري لـ»حزب الله» والاسلحة التي أعطاه إياها لما كان هناك «حزب الله»!

مشكلة بشار أنّه يريد أن يبقى في الحكم ولو على ظهر حمار (كما كان يقول ياسر عرفات) وهو لا يعترف بالديموقراطية ولا بالشعب السوري ولا بالحريات! الحرية هي حريته بالتصرّف والديموقراطية هي ديموقراطيته المشوّهة وكأن ربّ العالمين لم يخلق في سوريا أحداً سواه.

في سوريا رجالات عظام، والسوري مثله مثل اللبناني حقق إنجازات في جميع بلدان العالم، ويكفي أنّه في أميركا الجنوبية هناك عدد غفير من السوريين من كبار الأثرياء الذين أغنوا الدولة هناك بأموالهم وأفكارهم وساهموا في بنائها.

مشكلة بشار أنّه لا يريد أن يكون لكل سوريا… يريد أن يكون زعيماً لفئة صغيرة لا تمثل أكثر من نصف واحد في المئة من الشعب السوري.

ولقد فضح بشار ذاته أكثر متخلياً عن قوميته وعروبته، وهو يعرف أنّ إيران تكره العرب وتكره المسلمين لأنها تعتبر أنّ الإسلام هو الذي أنهى الامبراطورية الفارسية تاريخياً، وتكره العرب بسبب الحرب مع صدّام حسين.

على كل حالٍ، اعترف بشار ولو متأخراً بأنّ نظامه قد سقط، وأنّه لا يمثّل الشعب السوري.

إنّ التاريخ لن يرحم بشار، ونهايته أصبحت قريبة، لا بل قريبة جداَ.