IMLebanon

أسد على «حزب الله»!

هَزُلَتْ. حتى بشار الأسد لا يدين لـ«حزب الله» بفضل الدفاع عنه، ولا يعترف بتضحيات مقاتليه، فبرأيه القديم الجديد أن «بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله لم يغيّروا التوازن. ما غيّر التوازن هو الحاضنة التي تحولت لمصلحة الحكومة».

أول ما يتبادر إلى ذهن مَن يقرأ موقف الأسد «المعجّل المكرّر»، والذي جاء في مقابلة مع قناة «سي بي اس نيوز» الأميركية، سؤال «جوهري» يتفرع منه أكثر من سؤال، ومفاده هل يقرأ «حزب الله» ما يتضمنه كلام الأسد «المكرّر» من «فكرة جوهرية» لا يمكن التعتيم عليها أبداً بأنّ قتال «حزب الله» في سوريا هو لزوم ما لا يلزم؟ 

وإذا قرأ هذا الموقف، وما سبقه من مواقف، ماذا عساه يقول للأهالي الذين يُزَجّ بأبنائهم وقوداً على مذبح الدفاع عن بشار الأسد؟ أو بالأحرى ماذا عسى الأهالي الذين فقدوا أبناءهم في ساحات العار يقولون تعليقاً على ما قاله الأسد؟

كلام الأسد «الصريح والفصيح» لا يستحق الرد والتعليق من قِبَل «حزب الله» ربما، فقد اعتاد الحزب أن يدير للأسد خدّه الأيمن، كلما ضربه على الأيسر، ليس حباً به، إنما تنفيذاً لأوامر «الولي الفقيه» الذي يرى أن إحراق شباب «حزب الله» في نار الأسد «واجب جهادي» مقدّس.

كلام الأسد «الصريح والفصيح» و»المكرّر»، يُمثِّل طعنة لـ»حزب الله» في الصميم، لا بل «يُعرِّي» كل خطب أمينه العام السيد حسن نصر الله، الذي لا يزال، حتى اللحظة، يُتحف اللبنانيين، بأن قتال حزبه في سوريا، غيّر المعادلات، وقلب الموازين، وجعله «قوّة مشرقية» وشريكاً على طاولة صناعة القرار في الشرق الأوسط، على عكس ما يمكن أن يفهمه عاقل من كلام الأسد؟

فإذا كان كلام الأسد يُعرِّي قتال «حزب الله» في سوريا إلى هذا الحد، فما الذي يدفع «حزب الله» إلى الاستمرار بحربه على الشعب السوري، وتحدِّي إرادة قسم كبير من اللبنانيين يطالبه بالكفّ عن القتال هناك، بعد كل الويلات التي ما زالوا يدفعون ثمنها إلى اليوم، جرّاء الإرهاب الذي استجلبه «حزب الله»، بإدارته الأذن الطرشاء لكل ما يقولونه؟

يبدو أن إناء الأسد ينضح بما فيه، كما ينضح إناء «حزب الله»، ليصحّ في كلاهما بيت الشعر القائل:

« إذا كان رب البيت بالدفّ ضارباً … فشيمة أهل البيت كلهم الرقص».