ليست المرة الاولى التي يتبلغ فيها العماد ميشال عون دعم الرئيس السوري بشار الاسد لوصوله الى رئاسة الجمهورية وفق ما تناقلته وسائل اعلام عن اتصال هاتفي جرى بينهما امّنه صديق مشترك، اذ سبق لرئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» ان تلقى اكثر من رسالة سورية كانت تنقل اليه من قصر المهاجرين في دمشق الى الرابية وكلها تؤيد ترشيحه لرئاسة الجمهورية.
وفي هذا الإطار، فان مصادر سياسية تكشف عن ان الرئيس الاسد في موقفه هذا يلتزم ما اعلنه حليفه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي ايّد ترشيح عون، وهو في هذا المجال، لا يعتبر موقفه تدخلا في الشأن اللبناني، لا سيما في رئاسة الجمهورية بل يوافق على ما يقرره «حزب الله» وهذا الموقف يتخذه الرئيس السوري منذ انسحاب القوات السورية من لبنان وهو لبى المقاومة في العدوان الاسرائىلي صيف 2006، بتزويدها بالسلاح، 8 آذار 2005 يرفع شعار «شكرا سوريا» مع حلفائه في ساحة رياض الصلح.
وكان سبق للرئيس الاسد، ان اوصل رسالة الى الرئيس نبيه بري قبل اشهر عبر احد نواب كتلته بأن العماد عون يلقى دعم سوريا في ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، فهو كما كان وفيا للمقاومة وملتزما ورقة التفاهم معها في اثناء العدوان الاسرائىلي عليها في حرب تموز 2006، تقول المصادر القريبة من موقع القرار السوري، ان الرئيس الاسد يقدر للعماد عون وقوفه الى جانب الشعب السوري والدولة السورية في الحرب ضد الارهاب.
والموقف السوري ثابت في تأييد العماد عون، كما هو دعم «حزب الله» له، الا ان الجديد فيه، هو ما نقل عن الرئيس الاسد للعماد عون ان يصمد خلال الاشهر المقبلة، لان تطورات ميدانية ستغير سير المعارك العسكرية في سوريا، مع الدخول الروسي بقوة في الحرب على الجماعات الارهابية، وهو ما تؤكده المصادر، لتشير الى ان هذا منطق الامور، فان المتغيرات التي ستحصل في سوريا لصالح النظام لجهة دحر الارهابيين، فسيتم استثمار النتائج العسكرية في حل سياسي بين النظام والمعارضين له، ممن يؤمنون بدولة مدنية كانت قائمة، فتكون المشاركة في السلطة والقرار من خلال هذه الدولة التي يرأسها الاسد، وهو ما سيكون له انعكاس ايضاً على لبنان الذي ستكون رئاسة الجمهورية احدى تداعيات التطورات في سوريا والتي لن يكون على رأسها، من لم يكن معها في اثناء محنتها، وان العماد عون لم يتقلب في موقفه من الازمة السورية، اذ لم ير ما يجري فيها «ربيع عربي» بل «خريف»، كما جرى في دول اخرى حصلت فيها ما سمي «ثورات عربية» فكانت نتائجها وخيمة على شعوبها، التي ادخلوها في حروب داخلية.
وتسود في الرابية، وما بين صفوف «التيار الوطني الحر»، اجواء تفاؤلية بان العماد عون بات قريباً من رئاسة الجمهورية، وان التظاهرة التي احتشدوا فيها على طريق قصر بعبدا، قرّبت المسافة اليه، حيث تبني مصادر «التيار الحر» تفاؤلها على الوضع في سوريا بعد بدء الطلعات الجوية الروسية التي حققت نتائج ميدانية في ضرب مراكز الارهاب، وتدميرها وتشتيت عناصره، وهو ما اعلنه العماد عون في كلمته امام مناصريه بذكرى 13 تشرين الاول بقوله «جاء من يعرفك يا خروب ويعصرك»، وهو مثل شعبي، استخدمه عون، لايصال رسالة بان العمليات العسكرية الروسية ستقتلع الارهاب في سوريا، وبعد ذلك ستفتح باب الحلول، مع مطلع العام الجديد في سوريا، وسيتأثر لبنان بها، وان من كان يتأخر ويتلكأ ويمتنع عن انتخاب عون رئيساً للجمهورية سيقبل.
بهذا المستوى تبدي مصادر «التيار الحر»، تفاؤلها بحظوظ العماد عون في الوصول الى رئاسة الجمهورية.