هذا ما حدث عندما أعلن القيصر الروسي الرئيس فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار في سوريا، إذ اتصل به بشار قائلاً له: أمرك سيّدي.
لم يفاجئنا هذا التصرّف، لأنّ من يسيطر عسكرياً على سوريا هو الجيش الروسي، ولولا التدخل الروسي في العام 2015 لكان بشار وزبانيته في خبر كان.
السؤال الذي يطرح ذاته: ماذا عن الدور الإيراني؟
لا شك في أنّه لولا التدخل الروسي لكان مصير الايرانيين، وميليشياتهم (أبو الفضل العباس وأخواته، والحشد الشعبي، وحزب الله) لكان هؤلاء قد لاقوا مصيراً محتوماً… وهم أصلاً تكبّدوا خسائر فادحة في الأرواح في سوريا حيث انخرطوا في حرب النظام على الشعب السوري.
الأسباب التي دفعت القيصر الى استعجال إعلان الهدنة هي:
أولاً- مخاوف بوتين من أن يواجه جيشه في سوريا ما واجهه الجيش السوڤياتي في أفغانستان.
ثانياً- أن يوضع أساس لإنهاء الأزمة السورية قبل أن يباشر الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه، ليفاوضوه من موقع قوي.
ثالثاً- حقق القيصر تعويضاً عن خسائر روسيا في الخروج من مصر والعراق وليبيا، بتثبيت وضعها في سوريا.
رابعاً- تمكن بوتين من عزل المشروع الايراني خارج مسار الحلول المقترحة، وذلك عملاً بموجب الاتفاق بينه وبين المملكة العربية السعودية.
من هنا نرى أنّه اليوم صارت احتمالات السلام أقوى من احتمالات الحروب، وقد تستغرق العملية نحو سنتين… أي مع انتهاء عهد بشار تبدأ عودة سوريا الى الوضع السلمي.
طبعاً لا بدّ من أن يسبق ذلك مفاوضات مضنية على غير صعيد، ولكن يمكن القول إنّ القطار وضع على السكة.