Site icon IMLebanon

نظام الأسد انتهى… لم ينته بعد؟! عنوان إقليمي لا لبناني لمعركة القلمون

يبدو مبكراً لمراقبين ديبلوماسيين نعي نظام الرئيس السوري بشار الاسد بناء على المؤشرات السلبية التي تزايدت في الاسابيع الاخيرة، إن لجهة خسارته مناطق استراتيجية اظهرت المعارك ضعف قواته فيها وتراجعها أو بناء على تفكك شهدته الهيكلية الامنية لديه خصوصا مع وفاة رستم غزالة احد ابرز مساعديه الامنيين المتبقين، وذلك مع عدم اهمال المفاعيل المزلزلة للشهادات أمام المحكمة الخاصة بلبنان على النظام. إلا انه في الحرب النفسية وتوظيف الوقائع على الارض يفيد جداً الاستنتاج بانهيار الاسد الذي يصطدم في الوقت نفسه بعجز متفاقم في ادارته للحد الادنى من مقومات المناطق تحت سيطرته والمساهمة في دفع مزيد من الموالين له للانفكاك عنه على قاعدة المخاوف من انهياره على نحو مفاجئ. والمسألة في هذا الاطار لا تتعلق بشخصه أو بقوته خصوصا انه سبق له ان انتهى فعلياً قبل سنتين حين دخلت ايران بقوة عبر ميليشياتها العراقية و” حزب الله” من اجل اعادة ضخه بمقومات البقاء، ما يعني ان الامر يستمر مرتبطاً بايران التي ليس مرجحاً ولا متوقعاً ان تتخلى عنه أو تظهر انهزامها مع النظام في سوريا بالتزامن مع انكسارها أمام الحملة العسكرية العربية بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن. ففي الايام الاخيرة سجلت مسارعة نائب القائد الاعلى للجيش السوري الى طهران طلبا للمساعدة بعد الانهيارات المتتالية لقوات النظام في مناطق استراتيجية، فيما جددت طهران استمرار دعمها للنظام كما اعلنت انها “لن تسمح للقوى الاقليمية بتعريض مصالحها الامنية في اليمن للخطر”، في اقرار واضح بالتورط الايراني في اليمن والمحاولات المتعددة التي لا تزال تقوم بها ايران من اجل منع تنفيذ القرار 2116 المتعلق باليمن والصادر تحت الفصل السابع على رغم مناداتها على لسان وزير خارجيتها محمد ظريف من اجل المسارعة بصدور قرار عن مجلس الامن في اليوم التالي لاتفاق نووي مرتقب في حزيران المقبل من اجل رفع العقوبات وتنفيذ ذلك فوراً على نحو يظهر كيفية التعامل المزدوج مع قرارات مجلس الامن وحسب ما تمليه مصالح ايران. وهو ما يتوقع المراقبون ان يسري بنسبة وبقوة اكبر بالنسبة الى مصالح ايران في سوريا، الامر الذي لا يسمح تالياً بالرهان على انتهاء النظام اقله في المعطيات الراهنة على رغم هزائمه المتتالية. وليست المعركة التي يبشر “حزب الله” بالقيام بها مجدداً في القلمون، الذي كان انتصاره فيها مع النظام قبل اكثر من سنتين ابرز المؤشرات على انتصار النظام وقدرته على استرجاع الاراضي التي خسرها، إلا أحد ابرز الوسائل للتعبير عن ان ايران لا تزال جاهزة لتأمين صمود النظام والنقاط الاستراتيجية التي تؤمن له الامداد وتالياً خوض المعارك معه ومن اجله، اقله وفق ما يعتبر هؤلاء المراقبون. اذ ان العلنية غير المسبوقة في تحديد ساعة الصفر لمعركة القلمون، والتي تواصلت الاسبوع الماضي، لا تتصل بمخاطر متجددة لتنظيم “الدولة الاسلامية” على لبنان مقدار ما ترتبط بجملة اعتبارات اقليمية اخرى بعضها له علاقة من جهة بانقلاب من ضمن التنظيمات السورية المقاتلة على التنظيم وبعضه الآخر بالتعاون الاقليمي في دعم التنظيمات السورية من غير “داعش”، اضافة الى الاعتبار الاهم المتعلق بهزائم النظام وتراجعه في مناطق استراتيجية عدة بحيث ان السيطرة على القلمون بمساعدة الحزب توجه رسائل من نوع انه سيسيطر على مناطق مهمة بالنسبة اليه ولحلفائه ويحصر قدراته فيها.

ولا يتوقع هؤلاء ان تسمح ايران بانهيارالنظام كلياً بأي شكل من الاشكال باعتباره ورقتها القوية للتفاوض على مصالحها في سوريا حين يأتي الوقت، سواء فاوضت على محاولة ابقائه ام على التخلي عنه، ما لم تكن قد باعته فعلا على هامش المفاوضات على ملفها النووي أو ان تثير بسيناريو احتمال انهياره المفاجئ مخاوف من سيطرة التنظيمات الاسلامية المتطرفة فتحفز مفاوضات سريعة مع الولايات المتحدة، التي تخشى بقوة من هذا السيناريو الذي يعيد الى الاذهان سيناريو العراق ما بعد صدام وليبيا بعد معمر القذافي، بحيث تضمن ايران مصالحها عبر التفاوض.

إلا انه حتى الآن لم تظهر الولايات المتحدة هلعاً يوحي بتوقعات لديها عن قرب انهيار النظام ولا كذلك أي دولة من الدول المعنية على غير ما ذهبت اليه بعض التوقعات الاعلامية. والسؤال الاساسي بالنسبة الى المراقبين الديبلوماسيين هو ما اذا كانت ادارة الرئيس باراك اوباما ستضع على جدول اعمالها التالي الاهتمام بالازمة السورية وتداعياتها على نحو اكثر جدية مما سبق وبعد الانتهاء وفق ما هو مرتقب من الملف النووي الايراني نهاية حزيران المقبل. اذ يعتقد على نطاق واسع ان جدولة هذه الادارة تدريب عناصر من المعارضة السورية على ثلاث سنوات يعني ترحيل الازمة السورية الى خليفته اياً يكن واكتفائه بانجاز انهاء سعي ايران الى القنبلة النووية في عهده. الا انه مع العملية العسكرية العربية في اليمن ضد التمدد الايراني فيه وفي المنطقة وتطور الوضع السوري الميداني ثمة ما قد يكون فرض تعديلات معينة مع اضطرار اوباما الى التعامل مع الهواجس المباشرة لحلفائه من الدول الخليجية في المنطقة وفق ما يفترض ان يكون جدول اعمال القمة المنتظرة بينه وبين نظرائه الخليجيين في 13 و14 الجاري في كامب ديفيد. ومن بين ابرز هذه الهواجس العمل على وضع حد لمطامع ايران في المنطقة وتخريبها استقراره وفق ما يقول هؤلاء المراقبون