Site icon IMLebanon

ماذا كشفت التحقيقات عن مُنفذي اغتيال «العرموشي» في عين الحلوة؟

 

لم يكن بريئاً توقيت اغتيال قائد «قُوات الأمن الوطني الفلسطيني» في منطقة صيدا العميد محمد حسن العرموشي «أبو أشرف» (59 عاماً)، بكمينٍ مُحكمٍ نفذته مجموعة إسلامية تكفيرية من تجمع المدارس التابع لوكالة «الأونروا» عند المدخل الشمالي للمُخيم، لحظة مُروره في «موقف أبو علول للسيارات»، يوم الأحد في 30 تموز/يوليو 2023، فاستشهد مع 4 من مُرافقيه.

وما أعقب ذلك عن اشتباكات في المُخيم بين «قُوات الأمن الوطني الفلسطيني» بمُواجهة «جُند الشام»، «الشباب المُسلم»، «فتح الإسلام»، «كتائب عبدالله عزام»، بقايا «مجموعة الأسير» ومجموعات إسلامية تكفيرية تتبنّى أفكار «داعش»، «جبهة النصرة» و«القاعدة»، وآخرين ساندوا بأشكال مُتعددة!

فقد كانت تتوقف الاشتباكات قبل أن يتم خرقها، حيث حصدت العشرات بين شهيدٍ وضحية وجريح، مع خسائر مادية في تجمع المدارس وفي المنازل والمُمتلكات وتدمير البُنية التحتية في المُخيم، وحركة نُزوح كبيرة، واستهداف الجيش اللبناني، وصولاً إلى مدينة صيدا والجوار والتأثير على الحياة فيها، وقطع الطريق من وإلى الجنوب، وما يُشكل ذلك!

 

التوقيت والأهداف

 

في التوقيت والأهداف تزامن ذلك مع:

– الاجتماع الذي كان يعقده الأُمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس في مدينة العلمين المصرية، لبحث المُصالحة وإنهاء الانقسام.. وبرسالة واضحة بأنه ممنوع الحوار والمُصالحة الفلسطينية!

– استهداف «العرموشي» بشخصه، الذي كان يتولى مسؤولية توقيف المطلوبين والمُخلّين بالأمن داخل مُخيم عين الحلوة وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، ليصار إلى مُحاكمتهم من قبل القضاء اللبناني، حيث عمل على ضبط الأمن داخل المُخيم، والقضاء على مُحاولات البعض، وفي الطليعة بلال برد، بإيجاد مربعات أمنية داخل المُخيم.

وبرسالة بأن من يقوم بضبط الأمن وتوقيف المطلوبين، اغتيل، فمن سيعمل على توقيف وتسليم قَتلته؟!

– مُخطط المُؤامرة التي تستهدف حركة «فتح» و«قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في مُخيم عين الحلوة بشكل خاص، ولبنان بشكل عام، في مُحاولة لتوتير الأجواء والفلتان الأمني داخل المُخيمات الفلسطينية، مع مُحاولات البعض للسيطرة عليها، أو إيجاد أُطر لعناوين خارج «منظمة التحرير الفلسطينية»!

– زيارة رئيس جهاز المُخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج إلى لبنان، بدعوة رسمية من مُدير مُخابرات الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي، الذي التقاه يوم الاثنين في 24 تموز/يوليو 2023، ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، قبل اضطراره لقطع زيارته والانضمام إلى الوفد الذي كان يترأسه الرئيس عباس بزيارته إلى تركيا في اليوم التالي (25 منه)، وهو لم يلتقِ العميد «العرموشي» كما روّج البعض لذلك!

– تنفيذ محمد علي زبيدات «الصومالي» اغتيال عبد الرحمن صديق فرهود وإصابة 4 آخرين، يوم السبت في 29 تموز/يوليو 2024، حيث كلّف العميد «العرموشي» من قبل «هيئة العمل الفلسطيني المُشترك» من أجل توقيفه.

 

ما أظهرته التحقيقات

 

مُنذ اللحظات الأولى لجريمة اغتيال العميد «العرموشي»، حدّدنا الظروف وأسماء المُنفذين، وهو ما أظهرته التحقيقات بشكل واضح، وأن:

– القرار اتخذ مُنذ فترة طويلة، باستهداف العميد «العرموشي» مُقدمة لتنفيذ المؤامرة باستهداف حركة «فتح» و«قوات الأمن الوطني الفلسطيني» بعد استهداف عدد من كوادرها، حيث عضت حركة «فتح» على الجرح، لكن جرى العمل على كشف هويات المُنفذين والمُحرضين، وتوقيف بعضهم، وتسليمهم إلى الدولة اللبنانية للمُحاكمة!

– نوعية الأسلحة التي استخدمت، ومنها «بي كي سي» (الرشاش الروسي المتوسط) عدد 2، وM16 وقذائف «لانشر» الانشطارية، حيث بيّنت التحقيقات واعترافات بعض الموقوفين، من قام بتزويدهم بها (من دون الغوص بالأسماء الآن)!

– كُثر من المُنتمين إلى المجموعات الإسلامية المُتشدّدة لا يملكون قوت يومهم لإعالة عائلاتهم، فكيف حصلوا على هذه الأسلحة، ومنها الحديثة والمُتطورة، وبكميات كبيرة، بعدما عمد البعض إلى فتح مخازنه لتوفيرها لهم!

وما كنا قد كشفناه، تم التأكيد عليه من قبل لجنة التحقيق التي شكّلتها «هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك»، بتاريخ 3 آب/أغسطس 2023، برئاسة اللواء معين كعوش ومُشاركة مُمثلين عن القوى الفلسطينية، التي وضعت تقريرها، بتاريخ 21 آب/أغسطس 2023.

فقد جرى تنسيق تنفيذ جريمة الاغتيال من قبل مسؤول مجموعة «الشباب المسلم» هيثم محمود مصطفى «هيثم الشعبي» وشقيقه محمد محمود مصطفى «محمد الشعبي» مع بلال بدر وعمر فايز الناطور، حيث دخلت المجموعة المُسلحة ليلاً إلى تجمع المدارس، وجرى الانتشار في «مدرسة الناقورة» وتحديداً الطابق الثاني وفتحات منور الدرج.

وقد مرَّ العرموشي من موقف السيارات عند الساعة 10:38 صباحاً، مُتوجهاً إلى صيدا قبل أن يعود عند الساعة 12:28، ويتفقّد مكتب «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» ومكتب «اللاسلكي» في البركسات، مُتوجهاً إلى مكتبه في بستان القدس، وأثناء مروره مع مُرافقيه، وكان بحالة اطمئنان، تعرّض عند الساعة 12:33 إلى وابل من إطلاق الرصاص والقذائف، ما أدّى إلى استشهاده مع 4 من مُرافقيه ونجاة الباقين، وبينهم جرحى، حيث استمرّ إطلاق النار لأكثر من نصف ساعة لمنع إسعافهم!

وقد اكتشفت التحقيقات أن المُنفذين المباشرين هم: بلال ضرار بدر، عمر فايز الناطور، عز الدين إبراهيم «أبو داوود» «ضبايا»، محمد فادي الزوق «أبو بكر»، علي عزب «فولز»، فراس درويش الملاح، خالد معين الصفدي، عثمان حسين إسماعيل «أبو عمر التكريتي»، مصطفى أحمد أحمد «العجوري»، عبدالله شهاب قدور، محمد علي مصطفى «الشعبي» ونجله ياسين محمد مصطفى «الشعبي»، يوسف نايف عبدالله، عبد الناصر عبد الرحيم محمد «أبو القعقاع» وأسامة فادي الزوق، عمر محمود برقاوي «البرناوي»، بالتنسيق مع «هيثم الشعبي» وآخرين.

 

غداً: من هم الموقوفون لدى المحكمة العسكرية، وأبرز الاعترافات؟