IMLebanon

من الضاحية الى طهران… واشنطن تتحمّل المسؤوليّة 

 

 

بعد الانتظار الثقيل الذي حكم الساحة اللبنانية و”حرق الاعصاب”، انتهت التكهنات ووضع حد للتحاليل، مع تنفيذ “اسرائيل” ما يعتقد كثيرون انه ردها الموعود، الذي لا شك اصاب اكثر من عصفور بحجر واحد، دعم موقف رئيس الوزراء “الاسرائيلي” في واشنطن، حيث ان الشخصية المستهدفة مطلوبة بتهمة قتل اكثر من 241 اميركيا، وشكل ضربة كبيرة لحزب الله ومن خلفه محور المقاومة، الذي في غضون ثلاثة اشهر خسر اثنين من قادة مجلسه الهادي، أحدهما ممثل الحرس الثوري اللواء رضى موسوي، الذي اغتيل في الهجوم على مقر القنصلية الايرانية في دمشق.

 

وسواء كان المشهد “الاسرائيلي” قد انتهى ام لا، فإن كرة الرد باتت في ملعب حزب الله مع انقلاب الادوار، لتعيش “اسرائيل” من حدودها الشمالية الى “تل ابيب” ضمنا، حالة قلق ورعب في انتظار الانتقام الآتي، على ما تؤكد مصادر مقربة من الضاحية، مؤكدة انها ابلغت الحكومة اللبنانية والمفاوضين بان ردها حتمي، وهي غير معنية في حسابات الحرب، “فالبادي أظلم، والعين بالعين”، خصوصا ان “اسرائيل” تحاول فرض توازنات جديدة وقواعد لعب لن يسمح لها بفرضها، وما اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، الا دليل اضافي على هذا المسار.

 

ايا يكن، فان الأكيد ان جبهة المساندة اللبنانية، وقد يكون معها المحور، دخلت مرحلة جديدة نظرا لنوعية الاهداف واماكن الاستهداف، سواء في الضاحية الجنوبية ام طهران، حيث يحكى عن ان التخطيط والتنفيذ لتلك العمليات تم على يد المخابرات العسكرية، التي اصيبت بنكسة كبيرة غداة فشلها في التعامل مع حرب طوفان الاقصى، بالتعاون مع وحدة الحرب الإلكترونية، وسلاح الجو.

 

مصادر مطلعة كشفت تفاصيل ما حصل في الضاحية الجنوبية، فان “امان” التي قامت بجمع المعلومات ومقاطعتها من اكثر من جهة، وصولا الى تحديد هويته، بعد حصولها على صورة له خلال مشاركته في احتفال للحرس الثوري الايراني في طهران، حيث قامت بملاحقته وتحديد حركته، واضعة تخطيطًا دقيقا لمقر تبين انه يتردد اليه بشكل دوري.

 

ووفقا للمصادر، فان العملية استمرت لاربع وعشرين الساعة ، بدأت من ليل الاثنين عبر مناورات جوية ليلية نفذتها طائرات من دون طيار فوق الضاحية الجنوبية ومحيطها، امكن سماع صوتها واحيانا مشاهدتها من منطقة الحدت ومحيطها، حيث تم رصد المنطقة المستهدفة بدقة.

 

وحسب الوقائع، فان العملية نفذتها مسيرة مجهزة باربعة صواريخ، قادرة على المناورة على علو منخفض، وطائرة “شبح” غير مرئية مهمتها دراسة ساحة العملية واعطاء امر التنفيذ لجهة التوقيت الزاوية الأنسب، وعدد الصواريخ اللازمة لتحقيق الهدف، وهو ما حصل فعلا بمساعدة الذكاء الاصطناعي، الذي أعطى الامر باطلاق الصواريخ الثلاثة بعد دقيقتين من دخول شكر الى الشقة، بعدما كان وصل الى منطقة بعيدة نسبيا حيث اوقف السيارة التي كان يستقلها متوجها نحو الشقة التي يشغلها، رغم انه لم يتم تحديد اذا كان ثمة شخص آخر برفقته، حيث يرجح قيام المسيرة بتصوير العملية كاملة، قبل ان تنسحب الطائرتان باتجاه البحر عائدتين نحو قاعدتيهما.

 

يشار الى انه وفقا للخبراء فان عملية اغتيال فؤاد شكر تشبه الى حد كبير تلك التي نفذها الجيش “الاسرائيلي” في الضاحية الجنوبية، وادت الى مقتل المسؤول العسكري لحركة حماس صالح العاروري.

 

اوساط مقربة من حارة حريك رأت ان ما حصل اعتداء واضح على لبنان وانتهاك لكل المواثيق وتطور خطر، وحصل رغم كل الاتصالات التي جرت على أكثر من صعيد محلي وإقليمي ودولي، ما يؤكد على رغبة “اسرائيل” في جر المنطقة الى ما هو أوسع وأشمل، مشيرة الى ان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما حصل لانه أعطى العدو وحكومته المتهورة زخما ودفعا لمزيد من الارتكابات وللاستمرار في الحرب، ما يدل الى اننا امام مرحلة خطرة جدا، لا احد يعرف نتائجها او تداعياتها في الساعات والايام المقبلة.

 

وختمت المصادر بان ما حصل خلال الساعات الماضية، فتح الابواب امام كل الاحتمالات و”قد تكون حرب اوسع واشمل، هذا ما يتوقف طبعاً على ما يُقدِم عليه هذا العدو في الساعات المقبلة، وحكما سيكون هناك رد على هذا الاعتداء والعدوان الهمجي الذي تعرض له لبنان. في كل الاحوال، الامور مفتوحة على كل الاحتمالات والخيارات، والادارة الاميركية هي اول من يتحمل مسؤولية، لأنها الداعم الفعلي والمباشر لكل سياسات هذا الكيان وعدوانيته منذ قيامه حتى اللحظة”.