ما زال زلزال إغتيال الامين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصرالله مسيطراً على الساحة اللبنانية، على الرغم من تداعيات إتساع الحرب والاعتداءات “الاسرائيلية”، التي تطوّق أرجاء لبنان، كما انّ مناصريه ومحبيه غير مصدقين انه بات شهيداً، وهكذا هم القادة دائماً اذ يرفض جمهورهم هذا الواقع الاليم.
لا شك في انّ السؤال الاكبر طرح يوم الجمعة الماضي، تاريخ إغتيال نصرالله وبكثرة من قبل السياسيين وكل اللبنانيين، ماذا بعد إغتيال السيّد؟ والجواب لن يكون حاضراً في الفترة المرتقبة، لانّ غياب شخصية بهذه المستوى في توقيت خطر ودقيق لا يمكن إستيعابه بسرعة، بل يحتاج الى فترة زمنية طويلة والى قراءة سياسية واضحة، بالتزامن مع الاحداث التي بدأت مع عملية طوفان الاقصى، وما تبعها من معارك بين “إسرائيل” وحزب الله، ومخاض المرحلتين الحالية والمرتقبة، والتي تتطلّب التأني والحذر الشديدين، قبل رسم المسار العسكري والسياسي المنتظر.
الى ذلك، يجيب على هذه الاسئلة مصدر سياسي مراقب ومطلع على ما يجري، قائلاً: “أنّ الخطوة الاولى المنتظرة من حزب الله هو معرفة المسار الذي سيلتزم به، من خلال تنصيب خليفة السيّد نصرالله كأمين عام للحزب، إضافة الى المناصب القيادية خلفاً لمن إغتالتهم “إسرائيل” قبل ايام. هذه الخطوات ستتخذ قريباً، والحزب ملتزم بالمسار عينه، ولا تراجع عن الشروط العالية السقف او المفاوضات. وكل ما قرّره السيّد نصرالله سينفذ وفق ما ينقل المصدر عن اوساط حزب الله، قائلاً انه يتوقع تشدّداً اكبر في مرحلة ما بعد 27 ايلول تاريخ إستشهاد السيد نصرالله، لانّ ما قام به “الاسرائيليون” لا يمكن ان يمر من دون عقاب مزلزل، اي على قدر الجريمة التي قاموا بها، على عكس ما يروّج له البعض من انّ الحزب وقادته الجدد سيكونون من ضمن الحمائم لا الصقور، وبأنهم سيخوضون المسار الديبلوماسي المرتقب، فيما الواقع يعاكس هذه المقولة”.
واشار المصدر المذكور الى انّ حزب الله يجري مشاورات كثيفة مع افرقاء المحور والمسؤولين الايرانيين، لإتخاذ المواقف المناسبة للمرحلة الخطرة، ناقلاً انها ستشكل مفاجآت عسكرية كبرى لـ” الاسرائيليين” تحديداً، وبالتالي فالصاع سيُرد صاعين، بدءاً بإجتياح “الاسرائيلي” البرّي للحدود اللبنانية، وهذا ما سبق ان اعلنه السيّد نصرالله خلال الخطاب الاخير له في 19 ايلول الماضي، وكرّره نائب الامين العام نعيم قاسم قبل يومين.
في غضون ذلك، رأى المصدر عينه بأنّ “اسرائيل” لم تكن لتتجرأ على إغتيال السيد نصرالله، لو لم تحصل على الضوء الاخضر الاميركي، بالتزامن مع وجود نتنياهو في نيويورك، وبأنّ كل ما يقال غير ذلك هو بعيد كل البعد عن الواقع، والكل بات يعلم سيناريو اللعبة الاميركية في الشرق الاوسط، والمخططات التي وضعتها بهدف الوصول الى التسوية التي تخدمها مع حليفتها “اسرائيل” على حساب دول المنطقة وفي طليعتها لبنان، مشيراً الى انّ ما نعيشه اليوم صعب جداً وسيطول أمده لأشهر، لانّ القرار الاميركي إتخذ من خلال خطة التدمير “الاسرائيلي” الممنهج للجنوب والبقاع ومناطق الضاحية الجنوبية لبيروت، وربما أكثر اي هنلك مناطق آمنة قد تطالها آلة التدمير “الاسرائيلية” لإحداث الذعر.
ليختم المصدر: “جريمة إغتيال السيّد يمكن وصفها بالعمل الجنوني، لذا يجب ان يقابلها ضرب جنوني من قبل حزب الله، وهذا ما نتوقعه وربما ليس في المدى القريب بل في توقيت مفاجئ، والثمن سيكون باهظاً جداً”.