على ذمّة جريدة «الغارديان» البريطانية في تقرير لها، ذكرت أن رئيس وحدة 8200 الإسرائيلية يوسي سارييل، والذي عُرِف اسمه بسبب خطأ أمني على الانترنت، وكان يشغل منصباً حساساً في جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، ويقود واحدة من أقوى وكالات المراقبة في العالم، فُقِد بعد تعرّض مركز الوحدة 8200 لقصف من حزب الله اللبناني، وأغلب الظنّ انه قُتِل هو ومجموعة من رفاقه جرّاء عملية القصف هذه.
وفي مستجدات جديدة، عرضت الصحيفة الى أن سارييل كان من بين الأهداف في عملية «أربعين الإمام الحسين» وفقاً لمصادر استخباراتية. فقد انقطع الاتصال بسارييل منذ الهجوم الذي شنّه حزب الله على الوحدة المذكورة صباح يوم الأحد الفائت. كما تشير التقارير الى أن سارييل قُتِل برفقة مساعديه الضباط وعدد من الجنود الذين كانوا معه.
ويأتي هذا الحدث في وقت حرج لسارييل، الذي كان قد تعرّض لانتقادات شديدة بشأن فشل وحدة 8200 في التنبّؤ بموعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها «حماس» في 7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. وتزيد هذه الفضيحة من الضغوط على القيادة الإسرائيلية، مما يتطلب تعزيز إجراءات الأمن والأمان وتحسين فعالية استراتيجيتها الأمنية والاستخباراتية.
بداية، ما هي الوحدة 8200، وما هي أهميتها، وما هو دورها بالنسبة للكيان الاسرائيلي؟
الوحدة 8200 هي وحدة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتعتبر العمود الفقري لأنشطة التجسّس والحرب الإلكترونية.
تتولى الوحدة مسؤولية جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها، خصوصاً في ما يتعلق بالتهديدات الأمنية من الدول والمنظمات المعادية لإسرائيل.
تختص الوحدة بعمليات التجسّس الإلكتروني والتنصّت على الاتصالات وتفكيك الشبكات الإلكترونية للخصوم أو الأطراف المستهدفة وتوفير المعلومات كافة بشأنها.
يُنظر الى الوحدة باعتبارها مؤسّسة نخبوية، وتسعى كثير من شركات التكنولوجيا الى استقطاب عناصرها بعد تركهم الخدمة للاستفادة من مهاراتهم التكنولوجية في مجالات التجسّس والقرصنة.
تحظى تلك الوحدة -التي يُشار إليها باسم وحدة SINGINT أيضاً- بأهمية بالغة بالنسبة للمخابرات الاسرائيلية، وتلعب أدواراً محددة في التجسّس.
تأسّست الوحدة قبل نحو 3 عقود، وهي المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية لدى الجيش الإسرائيلي.
لا يُسمح للضباط في الوحدة بمناقشة خدمتهم حتى مع الأقارب.
بناء على ما تقدّم، يمكن القول إنّ حزب الله والمقاومة الاسلامية نجحت تماماً في عملية الردّ على اغتيال الشهيد فؤاد شكر في الضاحية، إذ إن مقتل سارييل، من الناحية العسكرية والأمنية عند إسرائيل، لا يقلّ شأناً عن المنصب الذي كان يشغله الشهيد فؤاد شكر… وبالتالي فإنّ ردّ المقاومة الاسلامية من خلال حزب الله نجح تماماً لعدة اعتبارات:
أولاً: لقد كان الردّ مدروساً بحكمة ورويّة… فلم يترك مجالاً للدولة العبرية في جرّ حزب الله الى حرب أوسع وأشمل، وربما مفتوحة مع الولايات المتحدة الأميركية.
ثانياً: لقد كان الردّ قاسياً بمعادلة متوازنة: قائد كبير مقابل قائد كبير…
ثالثاً: لقد كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية زيف ما يتبجّح به الشامتون من أن الردّ لم يكن بالقدر الكافي، وهي بيّنت أن الردّ كان محكماً… كما كان صمت حزب الله عن مقتل سارييل دليل صحة، لأنّ الحزب لم يرد الإعلان عن الخبر قبل التأكد منه.
وأخيراً… إنّ اغتيال سارييل هو بالتأكيد رد قوي على اغتيال الشهيد فؤاد شكر، وبأنّ عملية الردّ كانت ناجحة في كل المقاييس والمعايير.