جسم حزب الله مُحصّن… والإغتيالات صناعة أميركيّة – أوروبيّة – “إسرائيليّة” – عربيّة
جسم المقاومة سليم ومتين وصلب ومعافى ومحصن، لكن سها عن بال الكثيرين والمنظرين في لبنان، ان الحرب التي يخوضها حزب الله هي ضد”اسرائيل” واميركا والمخابرات البريطانية والفرنسية والعربية، والتقنيات والتكنولوجيا و”الاواكس” والدولار، والاسلحة الحديثة وكل قوى الارض، بالاضافة الى القطيع ” الموبوء” ضد حزب الله في لبنان، من” داتا” و”انترنت” وشركات وشبكات تواصل، وعملاء ومشككين، وجمعيات ” ان جي او”. وقد نجح حزب الله في مواجهتهم وقهرهم جميعا، واذل “الجيش الذي لا يقهر” في كل المواجهات من عام ١٩٨٢ الى اعوام ٩٣ و٩٦ و ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ و٢٠٢٤، وبدّل مفاهيم ونظريات واستراتيجيات سادت في المنطقة منذ العام 1948 ونكبة فلسطين، وقامت على مفاهيم “التفوق الاسرائيلي” والقتل والاغتيالات واحتلال الاراضي وسرقة الثروات، وان “اسرائيل” هي القدر الذي لا بد منه، ويجب التعايش والتطبيع مع هذه الظاهرة .فكل هذه النظريات والتحليلات سقطت الآن في جنوب لبنان .
وحسب مصادر عليمة، فان حزب الله قلب كل الموازين، وباتت المعادلة صاروخ مقابل صاروخ، تهجير مقابل تهجير، دمار مقابل دمار. ولاول مرة تستنجد “اسرائيل” بالعالم والمنظمات الدولية وهوكشتاين كي يوقف حزب الله هجماته ويطبق القرارات الدولية، بعد ان كانت “اسرائيل” تتجاهل وتدوس على كل المنظمات الاممية .فها هي “اسرائيل” تعترف اليوم بلسان مسؤوليها انها في مأزق حقيقي بوجود حزب الله، ولا تعرف كيفية التعامل معه .
واكدت المصادر ان المنطقة امام مرحلة جديدة لا تشبه المراحل السابقة، وحزب الله قدم مئات الآلاف من الشهداء وحقق في كل المواجهات مع “اسرائيل” ما عجزت عنه انظمة وجيوش صرفت مليارات الدولارات، ونهبت خيرات الامة باسم القضية الفلسطينية، وكانت النتائج الهزيمة تلو الهزيمة، حتى جاء زمن السيد حسن نصرالله وبداية عصر الانتصارات، فلم تعد “اسرائيل” قادرة على الوصول الى بيروت بايام وارتكاب المجازر، ومن لا يرى هذه التبدلات هو اعمى وحاقد و متآمر.
وفي المعلومات، ان الردود على الاعتداءات “الاسرائيلية” تتصاعد يوميا، وقد حوّل حزب الله شمال فلسطين المحتلة الى “جزيرة مهجورة”، وباتت كل المواقع في هذه المنطقة عرضة لصواريخ المقاومة، ولا خطوط حمراء على اي هدف شارك بالاغتيالات والاعتداءات على لبنان مهما كان حجمه وعمقه، وزيارات المسؤولين “الاسرائيليين” الى شمال فلسطين باتت تحت مرمى صواريخ المقاومة، “الاغتيال سيقابله اغتيال”، واي قاعدة على امتداد فلسطين المحتلة شاركت بالاعتداءات على لبنان عرضة لصواريخ حزب الله .
وحسب المصادر العليمة، من يمنع الحرب على لبنان ليس هوكشتاين ولا بريطانيا او فرنسا او دول الخليج، بل توازن الرعب الذي فرضه حزب الله والصواريخ الدقيقة ودماء الشهداء والجرحى وصمود الجنوبيين، و”اسرائيل” في كل حروبها لا تطلب الاذن من احد اذا تعرّض امنها للخطر، لكن المعادلات تبدلت كليا اليوم، والمنطقة كلها من اليمن الى لبنان امام توازن جديد، و”اسرائيل” هي مَن تطلب التهدئة الآن وترسل مئات العروض الى حزب الله عبر الموفدين، للوصول الى التهدئة وضبط الجبهة الجنوبية بشروط حزب الله، وخذ بالمقابل ” ما يدهش العالم” ليس بالرئاسة والمجلس والحكومة فقط، بل كل الدولة اللبنانية .
وحسب المصادر العليمة، فان هوكشتاين وغيره من الموفدين يأتون الى لبنان اليوم و”رؤوسهم الى الارض”، بعد ان ولى زمن الاملاءات وعهود فيليب حبيب وغيره، وتؤكد المصادر العليمة ان الرئيس بري يشرح اليوم الموقف اللبناني بكل قوة وصلابة، معززا بقدرات المقاومة وانتصاراتها، ويخاطب من الند الى الند كل الموفدين طارحا مطالب لبنان، وهذا ما ادى الى انجاز ملف النفط، وسيحرر ما تبقى من اراض محتلة بشروط الدولة اللبنانية .وبحسب المعلومات، فان كل الموفدين يتعاطون مع الموقف اللبناني بشكل مختلف، ومستعدون لتبني الورقة اللبنانية” اذا كان ذلك يرضي حزب الله”.
وتؤكد المصادر العليمة، ان الفرصة سانحة الآن امام كل القوى اللبنانية للاستفادة مما يحققه حزب الله في جنوب لبنان، عبر توحيد الموقف الداخلي، ولبنان من خلال المقاومة وانجازاتها سيكون لاعبا اساسيا على طاولة المفاوضات القادمة والتسويات الكبرى، والدولة اللبنانية هي من سيتولى المفاوضات وليس حزب الله، ومن خلال قوة المقاومة يستطيع لبنان حل كل مشاكله المالية والاقتصادية والنازحين والحدود، وصولا الى بناء الدولة في اي مفاوضات قادمة،، لان حزب الله سيهدي انتصاره الى كل اللبنانيين دون استثناء كما فعل عام ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ .
فهل تتلقف القوى اللبنانية الفرصة بعد ان رفع حزب الله “المكانة اللبنانية” الى صفوف الكبار؟ لانه لا يمكن لاي موفد عالمي وعربي ان يتجاهل حزب الله وما يريده، وكل اللقاءات في مصر الى الاردن الى دول الخليج وباريس ولندن وواشنطن، يحضر فيها حزب الله لاعبا اساسيا .فهل يستفيد اللبنانيون من هذه القوة لتحقيق ما يصبون اليه؟ ام يضيعون الفرصة التي لن تتكرر بعد حرب غزة في الخلافات والحسابات الداخلية الضيقة ؟