Site icon IMLebanon

إغتيالات قادة المقاومة لن يُضعفها… و”الإسرائيلي” لم يتمكّن من تجييش المجتمع الدولي لتوسيع الحرب على لبنان 

 

 

لا يزال الجميع يلتقط أنفاسه ترقّباً لضربة أو لضربات جبهة المقاومة على “الإسرائيلي”، في ظلّ خطوات تتخذها جميع الأطراف تحسّباً من أي عدوان مسبق وغير متوقّع عليها. وتتواصل الإتصالات الدولية مع الجهات المعنية لعدم الإنزلاق الى حرب شاملة في المنطقة… ولكن في الوقت نفسه، لا يزال البعض يؤكّد أنّ صاروخ مجدل شمس قد اتخذت منه “إسرائيل” ذريعة لتسديد ضربة قاسية على لبنان، لا سيما على حزب الله، فطالت المربع الأمني في ضاحية بيروت الجنوبية واغتالت المستشار العسكري للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله فؤاد شكر. علماً بأنّ الحزب نفى مسؤوليته عن هذه الحادثة، في الوقت الذي واصل فيه العدو، البناء عليها لتشريع ضربته الموسّعة على لبنان من قبل المجتمع الدولي.

 

مصادر سياسية متابعة لما يحصل على الساحتين الإقليمية والدولية، تحدّثت عن أنّ “إسرائيل” حاولت بشتّى الوسائل استغلال الحادثة المؤلمة في مجدل شمس في الجولان المحتلّ التي طالت 12 طفلاً وطفلة من السوريين من الطائفة الدرزية، بهدف تشريع الضربة التي قامت بها على لبنان من خلال اغتيال شكر، الى جانب أي ضربات لاحقة ستقوم بها ردّاً على الردّ على أنّها “ردّ على الهجوم عليها”، من وجهة نظرها… غير أنّها لم تستطع تأمين هذا التأييد والدعم، رغم زيف بكاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على استشهاد الأطفال الذين نسبهم اليه، خصوصاً وأنّه جرى طرده من التشييع، ما يعني أنّه “لا يُمثّل أي حماية لسكان البلدة”، على ما يعتقد. وكانت إيران اتهمت “إسرائيل” في المقابل بالتورّط في هذه الحادثة، بينما لم تُعلّق هذه الأخيرة.

 

أمّا دول المنطقة والعالم، لا سيما الدول الأوروبية، فقد سارعت الى الطلب من جميع الجهات المعنية بالحرب الى عدم التصعيد، على ما اضافت المصادر، كما الى وقف العنف فوراً كونه سيجرّ المنطقة برمّتها الى حرب مدمّرة. وقام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً بالإتصال بكلّ من رئيس الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للبحث في الوضع في الشرق الأوسط. وأفادت المعلومات، عن أنّه طلب من كلّ منهما الضغط قدر الإمكان على أطراف النزاع لضبط النفس، وتفادي مخاطر التصعيد في المنطقة، كونه لا يصبّ في مصلحة أحد. كما دعا وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن الى كسر حلقة العنف عبر إبرام إتفاق لوقف إطلاق النار.

 

وتجد المصادر بأنّ دعوة الدول الأوروبية والغربية والعربية رعاياها لمغادرة لبنان، والإمتناع عن السفر اليه، أو إغلاق السفارة بشكلا مؤقّت، كما فعلت سفارة التشيك التي أغلقت القسم القنصلي بشكل مؤقّت، أو نقل بعضها الآخر مكاتبه الى دول الجوار، مثل السويد التي علّقت عملها في لبنان، وحثّت موظفيها على المغادرة الى قبرص بعد نقل مكاتبها اليها، فتصبّ في إطار الحرب النفسية. كذلك يهدف تمديد بعض شركات الخطوط الجوية تعليق رحلاتها الى بيروت خلال هذه الفترة مثل فرنسا والكويت وسواهما، الى ممارسة نوع من الضغط على حزب الله لكي تأتي ضربته محدودة ومدروسة، ولا يجعل الأمور تنزلق الى حرب شاملة في المنطقة.

 

وتقول المصادر بأنّ التأكيد على أنّ صاروخ مجدل شمس لم يأت من جهة حزب الله، من شأنه انتزاع الحجّة التي بنى عليها نتنياهو لتوسيع الحرب في لبنان والمنطقة. ووفق المعلومات العسكرية التي تناقض مع ما ادّعته “إسرائيل”، فإنّ “صاروخ فلق 1” الذي يستخدمه الحزب لا يُمكنه الوصول الى مجدل شمس… فهذه البلدة تبعد 11 كلم عن الحدود اللبنانية، وأقرب مركز عسكري “إسرائيلي” يبعد بين 3 و4 كلم عن الملعب حيث أصيب الأطفال، وأي صاروخ موجّه لا يُمكنه أن يُخطىء بمثل هذه المسافة. كذلك فإنّ صاروخ “فيلق 1” غالباً ما يُحدث فجوة كبيرة في الأرض، أكبر بكثير من تلك التي أحدثها الصاروخ المجهول المصدر على مجدل شمس، سيما وأنّ قوّته أكبر.

 

أمّا انتقال “إسرائيل” الى مخطط إغتيال الشخصيات السياسية والعسكرية لجبهة المقاومة، فلن تُضعف المقاومة، وفق المصادر ذاتها، ولن تؤثّر على قوّتها العسكرية وان تكبدت الخسائر البشرية الجسيمة، غير أنّ الإغتيالات لن تؤدّي الى سحق حماس في غزّة، ولا حزب الله في لبنان. فكلّ مسؤول رغم أهميته وأهمية حضوره في هذه الفترة الحسّاسة والدقيقة، إلّا أنّه بعد الإستشهاد يأتي مَن يخلفه لتولّي المهمات نفسها التي كان يقوم بها، والدليل استمرار المواجهات العسكرية عند الجبهة الجنوبية وتصاعدها، ومواصلة الحرب في قطاع غزّة.

 

وأشارت المصادر الى أنّ “إسرائيل” حاولت تجييش الرأي العام العالمي لتوجيه ضربة موسّعة على لبنان ولم تُفلح. واستغلّت حادثة مجدل شمس لتيبرير ضربتها على المربع الأمني على الضاحية الجنوبية، للقول بأنّها “تُعاقب” حزب الله لإطلاقة صاروخ مجدل شمس على المدنيين، وتنتظر الردّ عليها. ولكن الواقع هو مخالف لهذا تماماً، على ما عقّبت المصادر، فالحزب طوال العشرة أشهر الماضية التي فتح فيها جبهة المساندة في الجنوب، لم يستهدف أي من المدنيين في أي من المباني أو في الشوارع، وذلك خلافاً لما قامت وتقوم به “إسرائيل” في حربها على غزّة وعلى جنوب لبنان، ولم تقتصر ضرباته سوى على العسكريين، فلماذا يضرب الأطفال السوريين في مجدل شمس، على ما تدّعي “إسرائيل” لتشريع ضرباتها على لبنان؟!!