رأت اوساط سياسية مطلعة انه لا يكفي الاتكال على العواطف لمعالجة الازمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، قبل ان تتطور نحو الاسوأ لاسيما بالنسبة لتجنب سحب الودائع والاستثمارات من لبنان، اضف الى ذلك الابتعاد قدر الامكان عن كل ما من شأنه انعكاس الخلاف على الجاليات اللبنانية المنتشرة في الدول العربية المعنية بالتباين الاخير على خلفية تصرف حزب الله لجهة انعقاد دول مجلس التعاون الخليجي، من غير ان تؤثر مساعي الداخل التي بذلها مسؤولون وسياسيون للجم اي تصرف يضر بعلاقة لبنان مع دول الخليج (…). وترى الهيئات الاقتصادية في جولاتها على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ضرورة التحرك لمعالجة الازمة، بالتزامن مع الحركة الديبلوماسية التي يقوم بها سفراء لبنان في الخارج، فضلا عن المساعي التي تبذلها جهات دولية مع المراجع ذات العلاقة الجيدة مع دول الخليج قبل ان تتطور الامور سلبا، لاسيما ان التوتر القائم غير مرشح لان يهدأ، جراء استمرار حزب الله في نهجه التصعيدية الذي يبشر بالاسوأ في حال عدم التجاوب من جانب المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيف اكثر من نصف مليون لبناني يعملون فيها في مختلف الاختصاصات؟! المهم في هذا الصدد، ليس تجاوب الخارج مع المساعي اللبنانية والخارجية، بقدر لجم حزب الله حملاته الجارحة ضد السعودية والدول الخليجية، لانه في حال استمر في نهجه التصعيدي سيكون من الضروري التحسب لتصرف تصعيدي في المقابل من جانب الدول العربية المعنية، التي من المستحيل ان تتجاوب مع رغبات لبنان في الوقت الذي يستمر حزب الله في مواقفه السلبية. وثمة من يجزم بأن عمليات ابعاد العوائل اللبنانية من الدول العربية مرشحة لان تشهد المزيد من الابعاد ردا على تصرفات حزب الله، وبالنسبة الى الاشخاص الشيعة المرشحين لان يطاولهم الابعاد بذريعة علاقتهم مع الحزب، بما في ذلك تقديم هؤلاء مساعدات دورية الى الحزب وهذه التهمة تكفي وحدها لاغضاب المسؤولين في السعودية ودول الخليج الذين يجدون ذلك مقدمة لازمة لقرار الابعاد من دولهم من غير حاجة الى مزيد من الاستفزاز المرشح بدوره لان يستمر بحسب من يعرف طبيعة تعاطي حزب الله مع دول الخليج، الى كونه غير مستعد لان يغير من نهجه السياسي والاعلامي الذي يصب لمصلحة مرجعية الحزب في ايران؟! وتجدر الاشارة في هذا المجال الى ان وفودا ايرانية زائرة سمعت في جولاتها على المسؤولين ما يفهم منه امتعاض لبنان من تجاهل ايران ما يقوم به حزب الله لجهة حملاته على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، من غير ان تسفر المراجعات المشار اليها عما يفهم منه ان هؤلاء الزوار قد تفهموا هموم لبنان والاذى الذي يلحقه الحزب بالمصلحة العامة، اضف الى ذلك ان معظم الزوار الايرانيين يمثلون السلطة في بلدهم ولا يعقل ان يستوعبوا ما يقال عن سلبية قد لحقت جراء تصرف حزب الله، وهذه من الامور التي بات اللبناني يفهمها بصريح العبارة! وما يثير التساؤل ان الزوار الايرانيين يتقصدون تجاهل كل ما يقال لهم عن الازمة الناشبة بين لبنان والدول الخليجية من دون ان ينسوا ابداء الاستعداد لتوظيف اموالهم في لبنان كذلك بالنسبة الى استعدادهم تقديم مساعدات عسكرية تعوض ما خسره لبنان جراء تجميد الهبة السعودية للجيش، كما يصرون على انتفاء السعوديين الذين يرون فيهم خصوم مصالح سياسية واستراتيجية بفعل الحرب التي تخوضها ايران في كل من سوريا والعراق واليمن ويرون فيها مخالفة لمصالحهم واستراتيجيتهم في هذه المنطقة من العالم؟! خلاصة القول في هذا المجال، ان حزب الله في غير وارد التراجع عن مواقفه المضرة بمصلحة لبنان واللبنانيين الا بعد ان يتبين له ما يؤكد ان اصطفافه الايراني يخدمه على حساب الحرب التي يخوضها في كل من سوريا والعراق واليمن قناعة من قادته انه ينفذ تكليفا مذهبيا لا مجال لان يخالفه حتى ولو كانت هناك تصرفات من شأنها الاضرار بلبنان وبجميع من ليسوا من الطائفة الشيعية؟!