آخر نكتة طالعة علينا من المحور الإيراني وزلمه وأبواقه هي نغمة “الانتداب” التي تصادر السيادة.
فكل ما تمخضت عنه قريحة الممانعين المنخرطين في هذا المحور هو السعي الفرنسي للعودة إلى دولتنا الفاشلة ليصادروها بما يتناقض مع الحرية والإستقلال… ويا غيرة الحس الوطني المخدوش بتصريحات سفيرة الإنتداب السابق واللاحق آن غريو الزاجرة لإدعاءات فيلسوف الإنجازات غير المسبوقة عن حصار لبنان وتجويع شعبه.
وبتذاكٍ لا مثيل له يحذر أصحاب الفطنة من “الذرائع الإنسانية” التي تسمح بتسلل التدخلات الأجنبية، على أساس أن الإنسانية بألف خير في لبنان، ولا لزوم لهذه الذرائع.
ولا بد من إدانة المجتمع الدولي المتهم بتجويع الشعب اللبناني إن اعترض ممثلوه على الفساد والسرقة ونهب المال العام بما ينتقص من السيادة المصانة برموش عيون المحور وأذرعه وأبواقه. فمكمن الإهانة هو في تخصيص المساعدات للجمعيات والجيش اللبناني وليس لعصابة علي بابا والحرامية الذين لا يمكن إحصاؤهم منذ تعاقبهم على السلطة.
على فكرة، لا ينتقص من السيادة أب يصرخ مطالباً بدواء لطفلته المريضة، في حين تتكدس الأدوية المقطوعة في المستودعات أو يتم تهريبها إلى الخارج بحثاً عن الدولار الطازج.
ولا ترمى هذه السيادة بوردة عندما يحور ويدور القاضي طارق البيطار حول من علم بوجود النيترات في مرفأ بيروت لتؤدي إلى جريمة لا مثيل لها في التاريخ، من دون أن يتطرق إلى من أدخلها الى المرفأ وأخرج منها ما شاء إلى سوريا لتزهر براميل متفجرة تفتك بالأبرياء في معركة المحور للتنكيل بالدول المنكوبة التي يصادر سيادتها، ولبنان المهدد بالانتداب من هذه الدول المنكوبة.
والسيادة تبقى سيادة على الرغم من إنحلال الدولة والقضاء على المواطن بحرمانه من التعليم والاستشفاء والكهرباء والماء والوقود. ونقطة على سطور كل السفراء والمسؤولين الذين يدعون أنهم خائفون على الناس من منظومة الحكم الفاسدة والفاشلة.
لذا لا بد للممانعة وأبواقها من إنتظارهم على الكوع وعلى الحرف، فقط لتحميلهم مسؤولية إبادة الشعب اللبناني بالتقسيط غير الممل.
وهل يمكن التطنيش عمن ينادي بتغليب “المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني”. لذا لا بد من التصويب عليه وإتهامه بالترويج لخطاب الفتنة، على أساس أنه هو من يغرق لبنان بالكبتاغون، ويدرب انتحاريين ليطيحوا بأمانه ويعبثوا بأمنه، ويزرع التقسيم والشرذمة ويحضّر الأرض لفيدرالية لفظية تنفع في التدجين بإنتظار الانتخابات النيابية اذا وجد المحور وزلمه ومن دجنهم من الطبقة السياسية وأهل المنظومة العريقين أن إجراءها لن يجر عليهم ويلات الإطاحة الشعبية بهم.
والأهم، ممنوع ان نسمع من ينادي بهوية لبنان العربية، ففي ذلك عنصرية ما بعدها عنصرية تمس سيادة المحور الإيراني والمتحدثين بنعمه والمروجين لخيراته. وكأن الأجانب لا يُكَفّوا ولا يُوَفّوا، ليطلع علينا واعظ معروفة نواياه العاطلة.
أما النوايا السليمة، فهي تتمثل في المحور المناهض لأصحاب النوايا العاطلة، والمسيطر على الأرض والحدود وراعي التهريب والتخريب، وبمهارة تحفظ السيادة وتستنكر الحلم بالإنتداب لمن يدور في فلك الاستكبار.