خليل الخوري –
يتوجه أعضاء الهيئة العامة في الرابطة المارونية إلى صناديق الاقتراع اليوم، ليدلوا بأصواتهم لاختيار رئيس ونائب الرئيس وسائر أعضاء المجلس التنفيذي. وهي بادرة جيدة ومؤشر على مسار ديموقراطي عريق منذ قيام هذه الرابطة. وعندما طالبنا غبطة البطريرك بالعمل على توحيد الصفّ عبر ائتلاف يجنب الرابطة صراعاً قد لا تكون هي، ولا الطائفة، في حاجة إليه، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان… عندما وجهنا هذا الرجاء الى السيد البطريرك لم نكن نتخلى عن اقتناعنا بالديموقراطية التي من أهم أسسها التنافس الإيجابي البناء، إنما لكي يقوم ائتلاف متجانس وليس على قاعدة حزبية… فكان لغبطته كلام ثمن فيه التنافس. ونحن معه.
ولكننا نخشى أن يكون ائتلاف الأحزاب (تيار وطني حرّ – قوات لبنانية – مردة…) مدخلاً الى شدّ وجذب وصراع على غرار ما نعرف في تشكيل الحكومات عندنا، ما يؤدي الى العرقلة، جراء الاختلاف حول كل موضوع ومسألة وقضية.
ونرى أنّ للأحزاب مجالاً رحباً في مجلس النواب وفي مجلس الوزراء… وأنّ الرابطة (في فلسفة تكوينها) ليست مرتعاً للحزبيين إنما هي ذات دور يجمع (ليس في العضوية إنما في (الممارسة) ولا يفرق). فتكون خارج الاصطفافات الحزبية، فلا ينقل الحزبيون إليها حساسياتهم وخلافاتهم وصراعاتهم.
إن الرابطة المارونية مؤسسة ذات مهابة، أو هكذا يجب أن تكون. وذات دور فعال أو هكذا يجب أن تكون، وذات كلمة مسموعة أو هكذا يجب أن تكون.
أمّا عندما يكون مجلسها التنفيذي خليطاً من تلك الأحزاب فكيف سيكون لها دورٌ توفيقي عندما تضطر الى التوسط بين الأحزاب اذا تمادى الصراع بين حزب وآخر؟!
وهل ننتظر من ممثلي التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية والمردة (…) أن يتعالوا على انتماءاتهم ويؤثروا مصلحة الرابطة على المصلحة الحزبية؟!
فهل نفقد أملنا في رابطة تستعيد حضوراً غائباً ودوراً مفقوداً وفاعلية مغيبة مع الائتلاف الحزبي؟!
نحن نعرف أنّ وجود مرشحي الأحزاب لمجلس الرابطة يشكل غلبةً ويعطي أرجحية ستظهر اليوم في صناديق الاقتراع… ونود مع ذلك، أن نأمل خيراً. فنحن لسنا ضد الأحزاب خصوصاً المشار اليها في هذا السياق، ولكننا نريد للرابطة أن تفعل وتغيّر!