ثلاثة أيام وتنتهي السنة 2020، لتخلفها سنة جديدة يُجمع العرّافون والمنجّمون والمبصّرون والمشعوذون أيضاً على أنها ستحمل إلى العالم كلّه، بما فيه وطننا لبنان، الكثير من الكوارث.
بدايةً نود أن نقول إنّ أحداً لا يعرف بالغيب إلا خالق الأكوان سبحانه تعالى، ولست أدري ما هي الفائدة التي تعود على البشريّة، من هذا الإجماع على الإغراق في التشاؤم والنظر إلى الحياة بمنظار داكن، والعزف على وتر المصائب والويلات والكوارث… حتى ليستنتج من يُتابع جوقة هؤلاء المهرّجين أنّ الـ365 يوماً الآتية لن تعرف يوماً واحداً بهيجاً، أو أقلّه غير كارثي.
أنا أنتمي إلى الإيمان بأنّ هذا الذي نسمعه ونقرأه ونشاهده، عبر مختلف وسائط الإعلام، ليس إلا نوعاً من الكذب والدجل وإستغلال قصور الإنسان عن معرفة المستقبل ورغبته الجامحة في إستقرائه. وبالتالي هو إستغلال بشع، وكأنّ هناك أوركسترا مُنظَّمة تقف وراء ذلك كلّه هدفها زرع الشكوك والبلبلة والقلق وحتى الرعب في الناس.
ولو شئنا أن نعود إلى ما يزعمه أولئك المشعوذون من إدعاء بصواب توقّعاتهم، لرأينا أنهم فاشلون في الأكثرية الساحقة منها، وما يُصيب إنما هو ما ينطبق عليه توصيف “تحصيل الحاصل”.
بعض التوقعات التي يُحاولون تطبيق الحدث عليها هي محدودةٌ ذات صلة بإغتيالات أو إنهيارات أو وفيّات إلخ مما يتوقّعه العارف وغير العارف. وبعضها الآخر، الأكثر دقّةً، وراءه أجهزة مخابرات تستخدم أولئك المهرّجين وتضعهم في تفاصيل معيّنة لأهداف واضحة، حتى إذا تمّ ذلك أُضفيَت الصدقية على توقّعاتهم.
لقد حرّمت الأديان ما يفعله مدّعو الغيب وإستكشاف المستقبل وبيّنت أنّ ذلك كلّه من “طرق الشيطان” وأضاليله.