“معالي وزير الخارجية جبران باسيل، هل تتفقون مع ما قاله نائب تكتلكم زياد أسود في تغريداته الأخيرة التي مسّت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وعبّرت عن حقد أسود؟”.
إنه السؤال الأول الذي سيُطرح على رئيس “التيار الوطني الحر” خلال اللقاء الحواري في مركزية “تيار المستقبل” في التاسع من تشرين الأول الحالي. وبالتالي أمامه ثلاثة خيارات:
أولاً: أن يتبرّأ من تصريحات أسود ويعترض عليها ويرد عليها من مركزية “المستقبل”.
ثانياً: أن يحاول الالتفاف على السؤال بجواب ديبلوماسي لا يُشبع الحاضرين وبالتالي سيكون محرجاً أمام أجيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ثالثاً: أن يُسارع باسيل إلى تعطيل الكمين الذي نُصب له بمعاقبة أسود قبل اللقاء الحواري في “المستقبل”.
الخيار الأخير، يُعيدنا إلى جلسة شهيرة خرج فيها نائب “حزب الله” السابق نواف الموسوي عن الأصول وكاد بكلامه الذي هاجم فيه الشهيد بشير الجميل أن يشعل فتنة بقوله: “شرف للبنانيين أن يصل عون ببندقية المقاومة الى بعبدا، بدلاً من أن يصل على دبابة اسرائيلية”. تصرف استدعى من “حزب الله” أن يسارع إلى معاقبة نائبه لامتصاص الفتنة، فتمت معاقبة الموسوي بحرمانه من العمل السياسي لمدة سنة كاملة، ليعود “الحزب” بعد أشهر ويقرر إنهاء تجميد نشاط الموسوي، قبل أن يستقيل… فهل يفعلها باسيل ويثبت جديته في العلاقة مع “المستقبل”؟
من يتابع تغريدات أسود يفهم أن “الوطني الحر” تيارات وليس تياراً موحداً، فكيف لنائب عوني أن يدفع بالعلاقة مع “المستقبل” إلى منطقة التجاذب في وقت يستعد فيه رئيس تياره لدخول عرين “المستقبل” بعد أيام؟ هل هي تغريدات مدروسة تهدف إلى نصب كمين لباسيل قبل زيارته مركزية “المستقبل” أم هي عدم دراية في العمل السياسي؟
وعلى الرغم من ذلك، فإن الخطاب الذي يطل به أسود عبر “تويتر” ليس غريباً عن “الوطني الحر” الذي دائما يحاول أن يرفع عنه المسؤولية في ما يجري اقتصادياً، بالقول انه “ورث تركة الـ 80 مليار دولار ديناً”، فيما التيار يشارك في الحكم منذ العام 2005 وقبلها حلفاؤه في زمن الوصاية السورية.