الحراك الشعبي والتحالفات على خط دائرة صيدا – جزين
الإنتظار والترقب سيدا موقف الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، انتظار عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان وما سيعلنه من موقف حاسم في شأن هذا الاستحقاق الديمقراطي خوضاً او عزوفاً وخريطة التحالفات، وترقباً لحسم القوى الاخرى اسماء مرشحيها وتحالفاتها بعد ضبابية المشهد الانتخابي ودخول عوامل جديدة عليه بخلاف الاستحقاق السابق.
وتؤكد مصادر سياسية لـ”نداء الوطن” ان ثلاثة عوامل على الاقل تميز الانتخابات النيابية المقبلة المزمع إجراؤها في ايار القادم في دائرة صيدا – جزين تحديداً، أولها: دخول الحراك الشعبي على خط الترشيح وان سادت مجموعاته خلافات لجهة اسماء المرشحين او التحالفات. ثانيها: الخلافات المستفحلة في “التيار الوطني الحر” والتي ظهرت للعلن بين النائب زياد الاسود والنائب السابق امل ابو زيد ومن المقرر حسمها في شباط، رغم ان الاستفتاء الداخلي رجح حظوظ ابو زيد، وثالثها: امكانية تبدل بعض التحالفات، فالنائبة بهية الحريري التي خاضت الاستحقاق منفردة مع مستقلين قد تعقد تحالفات انتخابية جديدة ارتباطاً بالعلاقة الجيدة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري، وقد سجلت زيارة لافتة من تيار “المستقبل” الى النائب ابراهيم عازار كمؤشر في هذا الاتجاه من دون ان يعني الحسم بالتأكيد، بينما يعيد الامين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب اسامة سعد حساباته بدقة مع تراجع احتمال التحالف مع القوى السياسية التقليدية، ارتباطاً بخطابه السياسي عالي النبرة منذ اندلاع الحراك الاحتجاجي، ويمكن القول انه امام تحد كبير في خياراته وترجمة قناعاته بين انتقاد السلطة الحاكمة وبين خوض الاستحقاق من دون دعم “الثنائي الشيعي”. وهذا الابتعاد لا يعني التقارب مع “المستقبل” انتخابياً وان كان تلاقى مع النائبة الحريري في معالجة قضايا المدينة الخدماتية والمعيشية في ظل الازمات المتلاحقة.
أما الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الاسلامية فما زال من الباكر الحديث عن الترشيح والتحالف بانتظار جلاء المشهد الصيداوي، سيما وان التجربة السابقة في انتخابات 2018 لم تكن مشجعة بحيث أمنا الحاصل الانتخابي للطرف الآخر من دون ان يكون لهما فرصة الفوز بسبب الصوت التفضيلي، يقابله “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب اللبنانية” في المشهد الجزيني مستفيدين من تراجع التأييد الشعبي للتيار “البرتقالي” بسبب ادائه الذي لم يلاقِ طموحاتهم وامانيهم، سيما وان العهد الرئاسي كان بجانبهم من جهة وخلافاته الداخلية من جهة أخرى والتي قد تشتت الاصوات وتحدث خرقاً وفرقاً وقد يكونا، في حال توحّدا، قريبين من الوصول الى الحاصل الانتخابي، خاصة اذا كان تحالفهما على شاكلة سمير البزري المدعوم من رجل الاعمال مرعي ابو مرعي.
ورغم حماوة الانتخابات النيابية هذه المرة في هذه الدائرة، فان حسم اتجاهات النتيجة سيرتبط حصراً بالتحالفات والتكتلات الإنتخابية والسياسية وهي لم تحسم بعد، ولن تحسم في المدى القريب، خاصة وان تداعيات الازمات المعيشية والاقتصادية تتقدم على هموم الناخبين اكثر من الاستحقاق نفسه، وقد تحدث تطورات شعبية في حال بقي الانهيار السريع على حاله مع ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي في السوق السوداء، ليعيد خلط كل الاوراق وان كان احتمالاً ضعيفاً.