IMLebanon

عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان  

يقول الرئيس الاميركي الجديد إنّ “إيران ابتلعت العراق”.

نقول له: تعيش وتاكل غيرها وما قلته اليوم نقوله ونردده منذ العام 2003، أي منذ اللحظة الأولى للغزو الاميركي للعراق.

وللتذكير نقول لك ما كتبته صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” إذ قالت يومها إنّ الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن “رجل كاذب” وذلك لثلاثة أسباب:

أولاً: يقول الرئيس بوش الابن إنّ سبب غزوه العراق لأنّ هناك أسلحة دمار شامل، ولكن تبيّـن بعد الغزو أنه لا يوجد أسلحة دمار شامل…

ثانياً: يقول الرئيس بوش الابن إنّ الغزو تم من أجل القضاء على “القاعدة” وبعد الغزو تبيّـن أنه لا يوجد أي عنصر من “القاعدة” والصحيح أنه عندما أدرك الرئيس صدام حسين رحمه الله أنّ نيّة الأميركي بالغزو جلب ابو مصعب الزرقاوي لكي يخيف القوات الاميركية.

ثالثاً: قال الرئيس بوش الابن إنّ الشعب العراقي سوف يستقبل الجيش الاميركي بالترحاب وبالرز والعطور… ولكن حصل العكس.

رابعاً: قال بوش الابن إنّ الحرب سوف تكون سريعة، ولكن جاءت النتيجة أنّ واشنطن فوجئت بحرب طويلة…

من ناحية ثانية، يقول الرئيس الاميركي الجديد الحالي دونالد ترامب إنّ الاتفاق النووي أنقذ إيران من الإنهيار وأنها حصلت على 150 مليار دولار، عندما فكت أميركا الحصار المضروب عليها وسمحت لها باستخدام تلك الأموال…

وهنا نقول إنّها ليست المرة الأولى التي تنقذ أميركا إيران.

وفي عودة الى الحرب الايرانية – العراقية وبعدما حققت القوات العربية العراقية انتصارات كبيرة على إيران في الفاو يومها بالذات ظهرت قضية “ايران – غيت” إذ أمدت أميركا إيران بصفقة أسلحة أعادت التوازن بين العراق وإيران وغيّرت ميزان المعركة.

وللتذكير أيضاً فإنّ موضوع الملف النووي الايراني استمرت المفاوضات حوله عشر سنوات بين طهران ومجموعة الـ(5+1) وهذا مثل أيضاً عن كيف تتعامل أميركا مع إيران…

لذلك يبدو أنّ الرئيس الجديد أدرك نتائج التساهل مع إيران الذي أدّى الى أن تصل طهران لتهديد العالم العربي من خلال سياستها ودورها في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين…

والسؤال: هل يبقى كلام الرئيس دونالد ترامب كلاماً أم أنّ هناك مرحلة جديدة، والتهديد الاميركي هل هو تهديد حقيقي أم كلام بكلام؟!.

عوني الكعكي