IMLebanon

أجواء عن أيلول أسود جديد

يعيش لبنان مرحلة ترقب ثقيل وانتظار لما ستؤول اليه الاتصالات والمشاورات الجارية اقليميا ودوليا وخصوصا لقاءات موسكو الاخيرة وحيث كان قطبها وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعليه ثمة اجواء تنقلها مصادر في «تيار المستقبل» عن استكمال هذه الاتصالات والمشاورات في وقت ليس ببعيد على اعتبار ان معظم السياسيين في هذا الوقت يقضون اجازاتهم الخاصة مما يشير الى ان المرحلة الحالية هي وقت ضائع محلي واقليمي ودولي.

ومن هنا تتخوف معظم القيادات السياسية والامر عينه لسفراء غربيين من الاسابيع المقبلة وخصوصا شهر ايلول اذ هناك معطيات عن اشتداد المعارك العسكرية في سوريا وحصول متغيرات ميدانية الامر الذي سيكون له ارتدادات سلبية على الساحة الداخلية، ذلك ما تشير اليه المصادر نفسها التي تؤكد بان التقارير السياسية والامنية والدبلوماسية تصب في هذه الخانة من خلال معلومات مستقاة من دول غربية تتحدث عن ايلول اسود جديد في المنطقة وقد يكون للبنان حصته.

لذا هناك اكثر من مرجع سياسي ابدى قلقه ومخاوفه امام زواره وفي مجالسه جراء ما لديهم من معطيات ومعلومات وفي الوقت عينه ان الاتصالات تنكب على السعي لحلحلة الازمة الحكومية من اجل العمل على تمتين الجبهة الداخلية خوفا من اي اهتزازات امنية تلوح في الافق لاكثر من معطى وسبب وفي هذا الوقت الضائع بالذات، ولا سيما وان التطورات في سوريا سائرة باتجاه تصعيدي سيبلغ ذروته وربما على الحدود اللبنانية السورية وتطور ما يحصل في الزبداني باتجاه مناطق اخرى ما يعني ان اللعبة الميدانية مفتوحة في سوريا في ظل تبادل الرسائل الاقليمية والصراع القائم في المنطقة الاخذ بالتنامي نحو تحولات ومتغيرات لا حدود لها.

وتلفت المصادر نفسها الى ان اجازات البعض من الوزراء المعنيين بالملف اللبناني وصولا الى غياب فرص الحل في المنطقة وايضا على الساحة اللبنانية سيبقي الاوضاع على ما هي عليه الى منتصف ايلول المقبل حيث الجمعية العامة للامم التحدة والتي تكون دوما مناسبة للقاءات جانبية واجتماعات ومشاورات وهذه الجمعية وبحسب ما ينقل عن بعض الدبلوماسيين العاملين في لبنان ستكون استثنائية على كل المقاييس حيث هناك لقاءات اميركية – سعودية – ايرانية ستتناول الازمة في المنطقة وتحديدا الحرب في سوريا وبالتالي للبنان حصة في هذه المشاورات وان كان الملف السوري اولوية. لذا ثمة تعويل على هذه اللقاءات والمشاورات في نيويورك، وعلم ان المواعيد حددت وخصوصا ان الترقب سيد الموقف للقاء قد يحصل بين وزيري خارجية السعودية وايران عادل الجبير ومحمد جواد ظريف.

ويبقى اخيرا ان لبنان باق دون رئيس للجمهورية وهذا امر محسوم وبات مسلم به من جميع الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية تاليا هناك مسلمة اخرى بتسوية الملف الحكومي تجنبا لاي فراغ آخر وخوفا من حصول ما لا يحمد عقباه في حال اسقاط الحكومة وصولا الى مواصلة المجتمع الدولي مساعيه لترسيخ وتثبيت الاستقرار في لبنان على اعتبار انهم يدركون مدى اهمية استقرار هذا البلد الذي فيه مليوني نازح سوري ووجود فلسطيني مسلح لذا اي اشكال قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار في لبنان وربما اكثر من ذلك بكثير.