Site icon IMLebanon

«هجوم» عوني من معراب يسقط «فرحة البيك الصنوبرية»

على جري العادة ومع رحيل كل ضيف «تنتهي السكرة وتأتي الفكرة»، ليعود القديم الى قدمه. فالجلسة 38 لانتخاب رئيس، والتي اقفلت على ادنى مستوى حضور منذ عودة «الشيخ سعد» بـ53 نائبا، مرت كأن شيئا لم يكن، مع تمسك كل من الاطراف بموقفه، رغم النصائح الدولية من بان كي مون الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ومن امير قطر الى الرئيس التركي. والى ان تحين الساعة غير المنتظرة قريبا، يستكمل اهل السلطة والحكم فصول نزاعاتهم الداخلية حول الملفات المتشابكة وعنوانها هذا المرة أمن الدولة، حيث اليد على القلب من انفراط عقد الحكومة التي باتت تعيش من «قلة الموت».

فلقاء فرنجية – هولاند الذي اعتبر قنبلة الزيارة، اذا ما أخذ من منظار نصيحة مستشاريه بعدم تكرار خطأ الاتصال، من جهة، خاصة بعد الموقف السعودي المستجد والعلني من الترشيح وفي ظل التسريبات عن استدعاء «البيك» أمام المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي ترى مصادر متابعة انه سيكون مسار جدل في فرنسا، وغياب اي لقاء برئيس تكتل الاصلاح والتغيير الذي حضر الى قصر الصنوبر واكتفى بمصافحة الضيف وبعض الكلمات، مكتفيا بالرسائل التي حملها رئيس التيار الوطني الحر بوصفه وزيرا لخارجية لبنان، لم يغير من الصورة في ساحة النجمة.

اذ ينقل بعض من حضر عشاء عمل قصر الصنوبر، ان المرشح فرنجية خرج مسرورا من اللقاء، وهو ما انعكس بمزاحه مع العماد عون وفي الصورة التي التقطت لهما، داعية الى انتظار الايام المقبلة وما قد تحمله على هذا الصعيد من ارتدادات رئاسية، وعدم التسرع في الحكم، لانه خلافا لكل ما يتم تداوله، لا يمكن تجاهل أهمية الزيارة وبالتحديد في موضوع الفراغ المتمادي.

اطمئنان قابله ريبة لدى الثنائي عون-جعجع دفع بباسيل وكنعان الى معراب الاحد للتداول واجهاض اي «محاولة التفاف» في مجلس النواب، حيث كان لافتاً ما صدر عقب الاجتماع من تأكيد على أن لا انتخابات في المدى المنظور بانتظار تبلور الصورة التي ستكون عليها المنطقة في المستقبل، اذ تؤكد مصادر عونية أن التجربة مع باريس ليست مشجعة، فخلال حرب التحرير لم تستطع الايفاء بأي من تعهداتها، حتى يوم قررت «فوش» خرق الحصار، عادت ابراجها من قبرص حتى قبل أن تصل قبالة السواحل اللبنانية تحت ضغط «الترهيب» السوري يومها، كما ان الوزير برنار كوشنير الذي وثق الانتهاكات يومذاك لم يقدم ولم يؤخر، حتى عام 2005 شاركت القيادة الفرنسية في التآمر على الجنرال عون مع أطراف لبنانية.

اوساط مشاركة في الوفد الفرنسي اشارت الى ان هولاند خرج بانطباع اساسي حول الملف الرئاسي. الا وهو، اجماع من التقاهم على ان العقدة والحل في هذا الملف هي بيد حزب الله، الذي يدير الموضوع بالنيابة عن ايران، مبدية اعتقادها بأن خطوة باريس الثانية ستكون التحرك من جديد نحو الجمهورية الاسلامية «بمقايضة ما» تسمح بايصال «وسطي» مقرب منها لا يثير ازعاج ايران او السعودية ولا اعتراض الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.

وتكشف المصادر أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المح امام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال قمتهما في باريس، واثناء تطرقه الى الملف اللبناني، من بوابة المخاوف الفرنسية من امكان دخول اطراف سياسيين اقليميين على خط أمن المخيمات في لبنان للعبث فيها ودفعها نحو فقدان السيطرة الامنية عليها وصولا الى الانفجار، المح امام ضيفه عن شيء ما يتم تحضيره بالنسبة الى لبنان ومفاجأة قد تحصل على المستوى الرئاسي، دون ان يستفيذ في الشرح.

قراءة تستند بحسب جهات في الرابع عشر من آذار الى ان حظوظ وصول اي مرشح رئاسي من فريق الثامن منه باتت شبه معدومة، اقله على مستوى التأييد العربي والدولي، خصوصا ان الجولات الـ38 الرئاسية التي لم يؤمن نصابها الحزب وحليفاه المرشحان، أثبتت ان حزب الله وبقرار من طهران، لا يريد رئيسا ولو من بين حلفائه، على حدّ قول الجهات في 14 آذار وهو ما يؤكد عليه بعض زوار موسكو الذين ابلغوا ان الاخيرة لن تتدخل لدى ايران لتسهيل الرئاسة في المرحلة الراهنة ، الا بعد انجاز الطبخة السورية لعدم فتح باب المطالب والشروط في سوريا مقابل هذا التسهيل.

حرك هولاند ركود الماء اللبنانية، دون ان يحل الازمات، ليبقى «اللاجديد»عنوان كل الاستحقاقات والمحطات، باستثناء مشهد لافت في مجال مكافحة الفساد.