الواقع يشير الى ان المسيحيين ليسوا بافضل حال ولا يقتصر هذا الوضع على ساحتهم فقط بل ثمة مطبات متعددة واسوار من الشوك تعلو يوماً بعد الآخر وبوجه الخصوص تتلخص هذه العوائق بالقلق على المصير والقدرة على التأثير في القرارات المركزية للدولة، ذلك ان وصول الرئيس القوي العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وان اعطى مفعوله في ميادين شتى بالرغم من كونه يحمل اعباء ربع قرن من الفساد والمحسوبيات والديون تراكمت في وجهه ويريد البعض حتى من داخل الدار ان يعالجها بين ليلة وضحاها مع نسيان القاذورات التي رميت في الساحة اللبنانية، ويقول مصدر مسيحي مطلع انه من الظلم والغشاوة على العيون ان تصدر بعض الاصوات المشككة في القدرة على المعالجة، وكأن القضايا المستعصية ستستلزم السحر والتنجيم بعيداً عن واقع الحال الذي تعيشه البلاد من فقر وحقوق للطبقة الشعبية، وفي هذا المضمار بالذات يدعو هذا المصدر الى عدم المزايدة على شخص كميشال عون في هذا المضمار وهو الصاعد من طبقة شعبية فقيرة عرف من خلالها الحرمان والعوز، والذي اراد رشق العهد بالسلسلة وغيرها من متطلبات الناس كان عليه ان يعي تماماً ان من يرشق بيوت الناس ومنزله من زجاج عليه ان يتحمل تبعات افعاله.
وبالتالي، يُضيف المصدر، كان على الجميع العمل مع رئيس الجمهورية كي تصل الى المسيحيين حقوقهم وانصافهم ومشاركتهم في اخذ القرارات الصعبة وادارة البلاد ان كان من الواجهة السياسية او الاقتصادية دون الوقوف على عامل الكيدية او الشعبوية او على اطلال ايام الوصاية السورية ذلك ان الذاكرة حية وما زالت نشطة حين حكمت ما يسمى المارونية السياسية مع حلفائها المسلمين البلد لغاية العام 1990حيث كانت البحبوحة وخدمات الدولة مؤمنة على جميع الصعد من ماء وكهرباء وخدمات وكانت الشفافية في مستواها الادنى من مبدأ المقاربة مع الوضع اليوم مؤمنة وتعم جميع القطاعات العامة حيث كان الدين العام لا يلامس ثلاثة مليارات دولار، تضاف اليها كميات ضخمة من الذهب في البنك المركزي.
اما اليوم يضيف المصدر المسيحي وبعد اتفاق الطائف تم تهميش الفكر المسيحي في الابداع في كافة قطاعات الانتاج على حساب الفراغ من البديل عنهم والواقع المأزوم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً الذي يعيشه اللبنانيون اليوم، الا ان رئيس البلاد لم يكد يصل الى السلطة حتى اشتم الشعب رائحة سند الضهر له في معظم المجالات وخصوصاً القضائية والمطلبية، ولكن يتساءل هذا المصدر: كيف يمكن لرئيس الجمهورية ان يعالج الامور كافة في لحظة واحدة مع التذكير ان العماد ميشال عون وصل الى القصر «من مبارح العصر»، اي بفترة زمنية لا يمكن القياس من خلالها على اي انجاز فمسألة درس الملفات تستلزم في ادنى حالات الدرس اشهراً عديدة الا ان اصراره على عيش الناس بكرامة جعل البعض من هذه النافذة مكاناً لاطلاق النار على العهد دون مبرر منطقي او علمي وواقعي سوى الرغبة بحلاوة المشهد الذي اعتاده منذ عقود.
وتأتي مجمل الملفات في وجه هذا المصدر ليشرح بأن ما يحصل الان هو «لعب عيال» من قبل هذا البعض وليس تأسيساً لمشاركة حقيقية مع رئيس الجمهورية بواسطة مد اليد له ومساعدته وعلى الاقل الوقوف دون رمي الحجارة في درب العهد المصمم على العمل التنفيذي على الارض مع قلة في الكلام بديلاً عن التصويب العشوائي وفق قاعدة النكاية ليس الا، وليس بالنكاية يمكن النهوض بالوطن الجريح بل بالتماسك والتعالي وقبول الواقع الرئاسي والوقوف الى جانبه سنداً ومعيناً مهما كانت الاسباب الموجبة وغير الموجبة، ذلك ان المسيحيين عانوا الكثير وفي افضل المناداة لواقعهم هو فعل التعاون سبيلاً لانهاض الدور المسيحي ككل الآن ومستقبلاً بديلا عن التفتيش بالفانوس مع معوقات صغيرة لا تقدم ولا تؤخر في تقوية الجسم المسيحي ككل والقفز فوق المطبات والاشواك بدل زرعها في الدرب الذي سيسلكه جميع المسيحيين ويسيرون عليه، وبالانتقال الى كافة المواضيع ومنها قانون الانتخاب العمود الفقري الذي يثبت الجذور بشكل نهائي في مقابل التذويب الحاصل منذ ربع قرن، ويقول هذا المصدر ان هذا القانون هو الممر الاساسي لاعطاء الحقوق للمسيحيين جميعاً بدل التفتيش عن نائب من هنا وكرسي من هناك لا يقدم او يؤخر في مستقبل المسار المسيحي ويدعو المصدر الى تقوية الرشد والرؤية نحو الامام والتي يجسدها رئيس الجمهورية بالاتفاق مع الشركاء في الوطن لاعطاء كل ذي حق حقه وما غير ذلك سوف يشهد المسيحيون سلسلة من فيلم «عشرة عبيد زغار» فيما الفرصة مؤاتية الآن للبقاء كباراً وسالمين في البلد.