Site icon IMLebanon

الضربة التي خدمت الأسد  

 

السؤال الكبير:

 

هل قدّمت الضربة الثلاثية خدمة للقيادة السورية؟ من حيث لا يريد «الضاربون»؟!.

والسؤال الإستطرادي:

أين أضرّت الضربة بالرئيس السوري بشار الأسد ونظامه؟

والجواب التلقائي: في ما عدا الأضرار المادية لم تلحق الضربة أي ضرر يذكر بالنظام إن لجهة مخططاته أو لجهة موقع حلفائه منه.

وكل ما صدر عن الثلاثي ترامب – مايا – ماكرون من كلام مباشر أو عن الناطقين بأسمائهم، إثر العدوان، أكد على الآتي:

– إن النظام في سوريا لم يكن مقصوداً بالضربة.

– ليس الهدف دعم المعارضة (؟) السورية.

– إنه لا بدّ من فتح حوار بين واشنطن وإيران.

– يجب «تزخيم» الإتصالات وتعزيزها بين واشنطن وموسكو للتفاهم على مستقبل الحل في سوريا.

وفي المنطلق هل كان أحد يتوقع أن تشن سوريا حرباً وقائية، أو حربا استلحاقية على أميركا أو على فرنسا أو على بريطانيا أو على الدول الثلاث مجتمعة؟ فأقصى ما كان متوقعاً هو التصدّي بالمضادات للصواريخ التي استهدفت دمشق وحمص من البحر ومن الجو. وهذا حصل فعلا من خلال مضادات الصواريخ، في منأى عن نتائجه: هل هو بالفاعلية التي تحدّث عنها الجانب الروسي؟ خصوصاً أنّ الجانب الثلاثي (الأميركي – البريطاني – الفرنسي) لم يصدر عنه رسمياً كلام واضح عن الخسائر التي مُنيَ بها المهاجمون… فقط صحف فرنسية وبريطانية وأميركية تحدثت عن «خسائر» من دون التفاصيل.

الى ذلك لا يبدو أن الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين كان محرجاً من جراء العملية، فالقائمون بها أكّدوا (قبل حدوثها وبعده) على أنهم لم ولن يستهدفوا القوات أو المواقع الروسية في سوريا.

أما بالنسبة الى إيران فإنّ أكثر ما لفت هو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتوقع علاقات طيبة مع طهران! وهذه رسالة يمكن قراءتها بأوجه عديدة، لأنها فعلاً حمّالة أوجه… ولكنها كلها تتقاطع عند خلاصة مفادها أن الأميركي يحاذر رداً من إيران (يطاول رعايا أميركيين أو مصالح أميركية خارج الولايات المتحدة الأميركية) إن لم يكن دعماً للنظام السوري فإنما رداً على العملية التي استهدفت موقعاً إيرانياً في سوريا، في الأيام الماضية، ما أدى الى سقوط قتلى إيرانيين عسكريين.

استهللنا هذا الكلام بسؤال كبير، ونود ان نختمه بسؤال أكبر: هل بات ضرورياً إعلان نهاية دور المنظمات الدولية وأبرزها الأمم المتحدة بمجلس الأمن الدولي تحديداً، عندما يكون عاجزاً عن إتخاذ قرار واحد يسقطه حيناً الڤيتو الأميركي وحينا آخر الڤيتو الروسي… ويقفز فوقه وفوق قراراته رئيس مهووس من هنا ورئيس مأزوم من هناك؟!.