IMLebanon

محاولة توريط رئيس الجمهورية في كسروان – جبيل فشلت و«بعبدا للكل»

 

لعل من اكثر الدوائر اهمية في هذه الانتخابات، دائرة كسروان – جبيل لما تختزله من رمزية مسيحية صرفة. فهي قلب المسيحيين،من جهة، وعنها ترشح رئيس الجمهورية لدورتين محققا تسونامي عونياً سمح له بأن يكون الزعيم المسيحي الاول والاقوى، باعتراف محبيه وخصومه.

وفيما بات معروفا ان اكثر من لائحة ستخوض الانتخابات في تلك الدائرة في ظل توزع القوى، دون ان تحسم نتائج التحالفات، الا عند التيار الوطني الحر الذي انتهى من تشكيل فريقه المؤلف من سبعة مسيحيين، بانتظار حسم هوية المرشح الشيعي، الذي يبدو انه لن يكون من فريق الثنائي الشيعي، في اطار التكتيك الانتخابي الذي يعتمده التيار الوطني الحر للفوز بأكبر نسبة مقاعد، من خلال الاحجام عن ترشيح مرشح حزبي ملتزم بهدف السماح بتجيير اصوات القاعدة العونية للمرشح شامل روكز، من جهة، وثانيا من خلال التوافق الذي حصل بضم مرشح مقرب من التيار هو روجيه عازار والذي يحظى بدعم الوزير باسيل، وكان سبق طرح اسمه ليكون رئيسا لمجلس ادارة احدى اهم المؤسسات الرسمية. علما ان حجز زياد بارود لمقعده اراح باسيل تجاه القاعدة الحزبية البرتقالية التي طالبت بمرشح من صفوفها في الجرد في حال اعتذار بارود.

اما على الطرف الشيعي فتتحدث المصادر عن اعادة خلط للاوراق، بعد دخول عين التينة على الخط، بعد زيارة نائب سابق كسرواني ومرشح حالي الى مقر الرئاسة الثانية قبل ايام، طالبا ان تمارس الاخيرة نفوذها  لدى حارة حريك لتغيير مرشحها الشيخ حسين زعيتر، واستبداله باسم آخر من ابناء المنطقة، لأنه ليس بمقدوره بالتحالف مع شخصية من خارج القضاء تحقيق النتيجة المرجوة، ما اطلق حركة اتصالات خلال الساعات الماضية تمحورت حول، اولا ،اعادة النظر باسم المرشح الشيعي، علما ان الاتفاق واضح بين الحزب والحركة بان يكون المرشح للاول في الدوائر المختلطة مع العونيين، وثانيا، من خلال مروحة الاتصالات التي بدأها حزب الله ووصلت الى بلونة دون ان تلقى صدى ايجابيا حتى الساعة، رغم تدخل احد اقوياء المسيحيين على خط الاتصالات املا في تحقيق خرق، على ما تشير اوساط كسروانية، مخففة من حظوظ حصول مفاجآت على هذا الصعيد.

مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية اكدت ان الاخيرة لم ولن تتدخل في تشكيل اللوائح التي تبقى مهمة حزبية، خصوصا ان دوره هو الحكم والضامن لحسن سير العملية الانتخابية على كامل المساحة اللبنانية، وهو في هذا الاستحقاق سيظهر مرة جديدة انه «بي الكل» شأنه في ذلك شان مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية التي ستكون على الحياد خلافا لكل ما يجري تداوله عن ضغوطات او غيره، مشيرة الى ان من يملك معلومات موثقة عكس ذلك عليه اللجوء الى الاجهزة المعنية لاتخاذ المقتضى بأي مخالف، اذ ان مهمة الامنيين واضحة هي في ضمان حسن سير ونزاهة العملية الانتخابية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

واعتبرت المصادر ان رئيس الجمهورية حاضر للمساعدة في التقريب بين كل اللبنانيين، والحديث عن تدخله في دائرة كسروان – جبيل صحيح جزئيا، اذ ينطلق من مبدأ التقريب بين مختلف الاطراف خصوصا انه مثل تلك المنطقة منذ 2005 في الندوة البرلمانية وبالتالي هو معني بما يجري على ساحتها، كاشفة ان رئيس الجمهورية رفض اكثر من طرح «ملغوم» لجره الى ان يكون طرفا عبر عرض مقعد نيابي لاحدى كريماته وهو ما رفضه بشكل قاطع.

ورأت المصادر ان استقبال رئيس الجمهورية للملحن سمير صفير ورجل الاعمال جو خوري اللذين اطلعاه على الحملة الترويجية التي يتم تنظيمها، تحت عنوان «صوتك للانتخابات» والتي ستنطلق في غضون ايام انما تأتي في اطار تشجيع العمل الوطني، خصوصا ان هدف العمل هو التوعية على اهمية مشاركة اللبنانيين في الاقتراع النيابي، بعيدا عن الزواريب الضيقة.

واكدت المصادر ان رئيس الجمهورية يرحب بأي نائب او تكتل يرغب بأن يضع امكاناته في تصرف رئاسة الجمهورية وان يؤمن الدعم لمواقف ومشاريع الرئيس ايا كان انتماؤها، من منطلق ان بعبدا للجميع وفوق الجميع.

فهل تعيد دائرة كسروان – جبيل مفاعيل التسونامي السابق؟ وماذا سيكون عليه الوضع في حال فشل الاطراف الباقون في تشكيل لائحة واحدة نواتها الخازن – القوات – الكتائب – سعيد؟