IMLebanon

مُحاولات تعطيل الحوار بين حزب الله والمستقبل تضاعفت باللعب على وتيرة تزكية الخلاف

تكاثرت القراءات والتحليلات السياسية للعملية الاسرائيلية التي استهدفت موكباً قيادياً لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية في توقيتها وخلفياتها والأهداف التي سعى العدو الإسرائيلي اليها من خلال الاغتيال الغادر لقيادات الحزب مباشرة بعد 72 ساعة من خطاب الأمين العام لحزب لحزب الله الذي اعلن فيه جهوزية المقاومة لصد اي عدوان محتمل ونقل المعركة الى الجليل وما بعد الجليل ، فثمة من اعتبر العملية موجهة الى الداخل الإسرائيلي الذي هزه بقوة وارعبه تصريح نصرالله الأخير لرفع معنوياته برسالة مفادها ان «العدو هو الذي يختار لحظة المواجهة وموعد الحرب القادمة »، كما هي رسالة دعم وتقوية للارهابيين والى النصرة وداعش على الأرض السورية وعلى الحدود الشرقية تؤكد جهوزية العدو واستعداده للعمل الميداني في الحرب السورية بعدما ثبت ان الدعم الإسرائيلي للجماعات الإرهابية المشاركة في الحرب السورية بالمال والسلاح ومعالجة جرحى الارهابيين في القنيطرة ودرعا السوريتين ، وثمة من اعتبر بالدرجة الأولى ان الإسرائيلي ما كان ليخطو هذه الخطوة التي سترتد عليه خصوصاً ان حزب الله لن يسكت عن العملية الكبيرة لقيادييه لولا انه يشعر بالقلق الفعلي بعد خطاب نصرالله فاراد استباق المواجهة وتسجيل النقاط قبل الانتخابات الإسرائيلية ، ولرفع معنويات «النصرة» و«داعش» من جهة اخرى وتثبيت التعاون القائم بين الإسرائيلين والارهابيين .

ولعل العدو الإسرائيلي الذي رفع درجات تأهبه واستعداداته الى الدرجة القصوى بانتظار الرد المؤكد او رد فعل حزب الله اراد كما ترى اوساط سياسية توجيه رسالة الى الداخل اللبناني الذي اثبت تماسكه رغم كل الإشكاليات وشكل وحدة فعلية وحقيقية رفعت حاجزاً منيعاً ضد اختراق «داعش» و«النصرة» والارهابيين للحدود اللبنانية وتسللهم الى الداخل وبدون شك فان اسرائيل التي تحبذ منطق «فرق تسد»تماماً كما الإرهابيون لا يعجبها المشهد اللبناني الراهن وتمكن الأجهزة الامنية اللبنانية من ضبط التفجيرات ووقف تسلل داعش ، كما لا يعجبها الحوارات بين المتخاصمين في السياسة وخصوصاً حوار حزب الله والمستقبل الذي سهل عملية رومية الامنية بغطاء من المستقبل والذي ساهم في وضع حد للتشنج وابقاء الفتنة المذهبية التي يريدها الارهاب للبنان تحت السيطرة .ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بعد العملية التي تجرأ الإسرائيلي على القيام بها في العمق السوري في ضربة موجهة لحزب الله وسوريا وإيران من شأنه ان تبدل الكثير من المعطيات والأحداث “فما بعدها لا يشبه ما قبلها»، فالسؤال حول ارتدادات العملية وتأثيرها لبنانياً وعلى الحوار الجاري بين المستقبل وحزب الله بالدرجة الاولى والذي يبدو انه قطع اشواطاً كثيرة وتجاوز الكثير من الألغام فهل سينجو الحوار من «اللغم «الذي زرعه الإسرائيلي في طريق الحوار ؟

تؤكد اوساط في 8 آذار ان الحوار الذي انطلق بدفع كبير من سعد الحريري شخصياً وبموافقة وقبول من قيادات المستقبل لحوار الضرورة والمصلحة الوطنية وبارتياح ودعم من الامين العام لحزب الله لن يتأثر بشكل كبير بالتوتيرات الإسرائيلية وما يريده له الإسرائيليون ، فثمة قناعة مشتركة من المستقبل وحزب الله بان الخطر الارهابي بات وشيكاً وعلى الأبواب وهو اسقط دولاً وقوى اساسية عصفت بها الخلافات فهوت انظمتها بسرعة امامه، وبالتالي فان التلاقي فرضته هذه المعادلة الارهابية وبالتالي فلا رجوع عنها . وإذا كان التقارب او الاجتماع على طاولة واحدة مع حزب الله لا يعجب افرقاء كثيرين في الداخل اللبناني بدليل بعض الاصوات التي بدأت تعترض على خطاب نصرالله الموجه ضد البحرين وتهديد الإسرائيليين قبل وقوع عملية القنيطرة طبعاً فان الواضح ان لا عودة عن الاجتماعات بين الطرفين بهدف واحد ومشترك لتفادي الفتنة وجر البلاد الى الهاوية ، ومن جهة ثانية فكما جرى تحييد موضوع مشاركة حزب الله في الحرب السورية فان رد حزب الله على استهداف قيادييه سيتم غض نظر المستقبل عنه كما تشير الترجيحات إلا إذا تطورت ألأمور بشكل كبير بين لبنان وإسرائيل نتيجة رد حزب الله وحينها يصعب تقدير كيف ستسير الأمور .

فالمستقبل الذي قبل بالحوار والجلوس مع حزب الله حسم الامر بالتصدي للارهاب ولا عودة عن هذا القرار بعد شعوره بان سيف الارهاب لم يعد يستثني احداً ، فأول العسكريين الذين أعدموا لدى النصرة وداعش كانوا من الطائفة السنية وبلدة عرسال دفعت ضريبة إيواء الارهابيين ومخيمات النازحين وحتى سعد الحريري وشخصيات في 14 آذار طالتها تهديدات الارهابيين وامراء القاعدة ، وفرنسا بالذات ضربها الارهاب بقوة وبالتالي كان لا بد للمستقبل من قرار جريء لمواكبة المرحلة ولو تطلب ذلك الجلوس مع حزب الله على طاولة واحدة وغض النظر عن مشاركة حزب الله في سوريا وما يحصل في المحكمة الدولية . قرار المستقبل بالتصدي للارهاب والذي تمثل بالحوار المفتوح مع حزب الله والتحضير لغزوة سجن الاسلاميين وتجريدهم من عناصر قوتهم وتحويلهم الى سجناء عاديين يعتبر وفق الاوساط الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل في الحرب مع الارهاب ولا رجوع عنه ، اما بعد الاغتيال الارهابي الذي سيؤسس لمرحلة ربما تكون مختلفة فان الواضح ان كل من حزب الله والمستقبل سيتمسكان اكثر بالحوار من اجل تحصين الساحة الداخلية .