IMLebanon

مواقف تحرج الحريري على أبواب التأليف؟  

 

حفلت نهاية الاسبوع المنصرم، بعدد من التطورات اللافتة والمثيرة للاهتمام والمتابعة، في مضمونها وفي توقيتها، حيث تقاطعت مع انحسار موجة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة العتيدة، وحملت معها أسئلة وتساؤلات حول المدى الزمني المرجح ان يتم فيه تأليف الحكومة، وقد اتسعت دائرة الاشتباكات السياسية والاعلامية بين العديد من القوى السياسية الوازنة والمعنية أكثر من غيرها، بالاستحقاق الحكومي، وهي اشتباكات تجاوزت المطالب الداخلية للكتل النيابية الموزعة بين »التيار الوطني الحر« و»القوات اللبنانية« و»الثنائية الدرزية«، وما يحكى عن »الحصة السنية« من خارج »المستقبل«.. الأمر الذي أدى الى مزيد من الاسئلة والتساؤلات، حول ما اذا كانت الاجواء السائدة حالياً، خارجيا وداخلياً، تساعد في انجاز هذا الاستحقاق الحكومي، مع عيد الفطر او بعده بقليل، ام ان »تصريف الأعمال« سيتمدد الى وقت غير محدد؟!

 

بحسب مصادر وأوساط متابعة ومعنية بالتأليف عن قرب، فإن معالم صعوبات وعقبات واشكالات غير متوقعة، بدأت تحط رحالها،  وهي تتجاوز المطالب الداخلية التي يرفعها العديد من الفرقاء… ولم تسعف كلمة الامين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصر الله، خلال الاحتفال بـ»يوم القدس العالمي« في بلدة مارون الراس الجنوبية، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، خيار الحكومة اللبنانية بـ»النأي بالنفس« عن الصراعات العربية والاقليمية، وتبقيه في مأمن من أية اشكالات.. خصوصاً وان السيد نصر الله، لم يتوقف عن التصويب على المملكة العربية السعودية، ومحاولاً الزج بها في كل كبيرة وصغيرة من صراعات المنطقة، وصلت به الى حد ربط المملكة بـ»المحور الاميركي – الاسرائيلي«.. وهي مسألة، في رأي المتابعين »لن تمر مرور الكرام.. وستكون لها انعكاساتها السلبية.. ولبنان على أبواب تشكيل حكومة اتفق الجميع على ان تكون »حكومة وحدة وطنية« موسعة، ولا تستثني أحداً من الافرقاء.. ولم ولن تبصر النور في وقت قريب، لجملة أسباب يتداخل فيها الداخلي بالخارجي.

يتوجه الرئيس المكلف، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بعد غد الاربعاء، الى موسكو، بدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحضور حفل افتتاح مباريات كأس العالم.. على ان يتوجه بعدها الى المملكة العربية السعودية – من دون ان يعلن ذلك رسمياً بعد، وهو الذي كان زارها قبل أيام »لأسباب عائلية« ولم يعرف ما اذا كان التقى، او سيلتقي قيادات في المملكة، حيث سيكون الوضع في لبنان والمنطقة محور أي لقاء..

الواضح حتى اليوم، أن مسار تأليف الحكومة يسير ببطء، ويلاقي عثرات وصعوبات، وان كان شبه اتفاق تم بين الرئاستين الاولى والثالثة على مشروع مبدئي لتوزيع الحصص، وان من دون ذكر الاسماء.. وقد اعتمد الرئيس الحريري نهج التفاؤل بقرب ولادة الحكومة، وفي أسرع وقت ممكن، كما يمضي أكثر من أي وقت سابق في اعتماد نهج التكتم، ازاء ما يحصل من حوله من تطورات موزعة بين عديدين في الداخل اللبناني، أم في الخارج العربي والاقليمي والدولي.. وقد احتدم النقاش بين أفرقاء الداخل (الوازنين) حول جملة عناوين احتلت مرتبة متقدمة في السجالات على مدى الاسبوعين الماضيين وما قبلهما، وصلت الى حد اتهام وزير الخارجية جبران باسيل بأنه »فاتح على حسابه« وفي العديد من الملفات ذات الابعاء الداخلية والدولية، وأثارت بلبلة لافتة من مسألة »النازحين« الى »مرسوم التجنيس« فإلى موضوع »المفوضية العليا للاجئين«، الذي سارعت الحكومة الى غسل يديها والتبرؤ من هذا الموقف معلنة باسم رئيس الحكومة ان هذا القرار لا يمثل الحكومة اللبنانية«.. إضافة الى »الضيف المستجد« المتمثل بمرسوم تعيين 32 قنصلاً فخرياً بتوقيع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية، من دون توقيع وزير المال الامر الذي أدى الى اشتعال الازمة بين الرئاستين الاولى والثانية من جديد..

ليس من شك في ان هذه التطورات التي حلّت على الساحة اللبنانية، وضعت الرئيس الحريري في موقع حرج للغاية، خصوصاً أكثر استمرار »حزب الله« في التصويب على المملكة العربية السعودية.. وهو – أي الرئيس الحريري – سيكون أمام مجموعة خيارات »احلاها مر« كما يقال.. فهو لن يكون مرتاحاً اذا أدار ظهره لهذه التطورات كما لن يكون في موضع أفضل اذا ما قرر المواجهة لوضع حد لهذا التفلت الذي لا يعير اهتماماً للمصلحة الوطنية العليا.. خصوصاً اذا ما قرر المضي في خيار ما اتفق عليه لجهة تأليف »حكومة وحدة وطنية« موسعة ولا تستثني أحداً.. وهو اذا ما زار السعودية، هذه المرة، والتقى أيا من قياداتها، فإن هذه المسألة ستكون حاضرة على الطاولة وبقوة، ولن يكون بوسع الرئيس المكلف، سوى ان يقول: »هذا هو لبنان… ولا خيارات..«؟!