يبدو ان السجال المالي بين الرئيس فؤاد السنيورة والوزير علي الخليل، أدّى غرضه النفطي، بحيث زالت ظاهرة التفرّد التي كهربت الأجواء السياسية، إثر اعلان تفاهم حركة أمل والتيار الوطني الحر على تخطي اختلافاتهما النفطية، استجابة للمصالح المشتركة للطرفين.
غير ان وزير الصحة وائل أبو فاعور، لاحظ بعد لقائه رئيس الحكومة، ان هذا الملف يتطلب بعض التريث، موضحاً ان الرئيس سلام ما زال يتلمّس بعض المبادئ الأساسية… وان الكثير من الايجابيات استجدّت على هذا الملف، لكن يبدو انها غير كافية… في ضوء ما يجري في مجلس النواب من مسرحيات ظاهرها الإرث النفطي الذي يتطلع اليه الجميع بشغف، ومعه قانون الانتخابات الممنوع من الصرف، وباطنها سيناريوهات الحلول الجاري العمل عليها عبر جولة الحوار الثلاثية الأيام التي وعد الرئيس نبيه بري بأن تكون حاسمة.
وضمن الاحتمالات المطروحة لحوار آب، تكاتف قوى الثامن من آذار للضغط على المرشح الرئاسي سليمان فرنجيه، واقناعه بالانسحاب لمصلحة العماد ميشال عون، الأمر الذي يضع الرئيس سعد الحريري ومن يقول قوله، في خانة الييك… وأمامه خياران: إما المقاطعة، وبالتالي تحمل تهمة التعطيل، واما الاضطرار الى انتخاب العماد عون بشروط أضعف، وبحكم الأمر الواقع.
وفي رأي المتابعين ان خيارات فرنجيه لم تعد واعدة، ولا شيء يغريه بالبقاء في مضمار السباق الرئاسي، اذا شعر بأن من شجعه تخلى عنه، أو أشهر عجزه عن ايصاله الى بعبدا.
ومن هنا يمكن فهم انفتاح العماد عون على المعايدات الرمضانية، وخصوصاً اتصاله بالسفير السعودي علي عواض عسيري، واخفائه رغبة ضمنية بزيارة العربية السعودية، أقلّه كسراً لحدّة ارتباطه بايران…
وهذا ما يمكن استنتاجه أيضاً من تأكيد الرئيس نبيه بري في افتتاحه المؤتمر الاقتصادي الاغترابي في بيروت أمس، على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية، وتطمينه المتخوفين، بأن حوار آب لن يكون تأسيسياً، أو ما شابه ذلك وان اتفاق الطائف في حرز حريز…
لكن الرئيس الحريري ما زال على تمسكه بدعم ترشيح النائب فرنجيه لمنصب الرئاسة الأولى، وقد أبلغ الوزير الفرنسي أنه سيكون في ذات الوقت أول من يهنئ من ينتخب للرئاسة، حتى ولو كان العماد عون.
وحول ما تردد من ضمانات طلبها الرئيس الحريري خلال لقائه ايرولت، نظير قبوله بانتخاب عون، في حال رست المناقصة الاقليمية عليه، دحضت أوساط المستقبل ما يشاع عن ان الضمانة المطلوبة هي رئاسة الحكومة، على اعتبار أن كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري، أكبر حجماً من كتلة التغيير والاصلاح التي جعلت من العماد عون المرشح الرئاسي الأقوى…
وبالتالي فإن الضمانة المطلوبة تتناول الالتزام بالمواقف، والخروج من منطق كلام الليل يمحوه النهار… أما رئاسة الحكومة فهي في ظل هذا الواقع من تحصيل الحاصل.
بعض الأوساط القواتية، رأت أن حوار آب، سيتناول السلة المتكاملة، والتي لن تكون، بحسب النائب جوزف المعلوف، أكثر من فرصة جديدة لحزب الله كي يشتري المزيد من الوقت، وتوقف أمام تحميل الشيخ نعيم قاسم السعودية مسؤولية تعطيل الانتخاب الرئاسي، مع هبوط طائرة وزير الخارجية الفرنسية في مطار رفيق الحريري الدولي من قبيل ذر الرماد في العيون.
ولوحظ في الوقت ذاته، أنه في حين كان الوزير الفرنسي يستجمع آراء غالبية القيادات اللبنانية الواثقة من إمساك ايران بمفتاح الرئاسة اللبنانية، ذهبت بعض الأوساط الى ادخال اسرائيل في دوامة التعطيل الرئاسي اللبناني كصاحبة مصلحة، علماً أنه في مثل هذا القول، اتهام ضمني للنواب المعطلين…