صدر البلاغ «رقم واحد» من الرابية، بتوقيع العماد ميشال عون، والذي اعطى فيه امر اليوم لـ«التيار الوطني الحر»، بأن يتحضّر للتحرك في الشارع، اذ اعلن الوزير السابق سليم جريصاتي، ان محطتين ينتظران اعضاء التيار ومناصريه في 28 ايلول وهو يوم تحديد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية و13 تشرين الاول، حيث تصادف ذكرى اخراج العماد عون من «قصر الشعب» وفق ما يقول، او انهاء تمرده على الشرعية بعد اتفاق الطائف، وفق ما يؤكد مؤيدها قبل 26 سنة.
والعنوان الذي وُضع «للحراك العوني» هو تطبيق «الميثاقية» او الحفاظ عليها، ولم تعد المسألة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي او الاصح عدم تسريحه بعد بلوغه سن التقاعد، فهذا موضوع يرى رئيس التيار الوزير جبران باسيل انه حاصل، كما في المرة السابقة، اذ سيوقع وزير الدفاع سمير مقبل قرار بقائه على رأس المؤسسة العسكرية، لتعذر تعيين قائد جديد للجيش بسبب الخلاف السياسي.
والنزول الى الشارع لا عودة عنه، كما الخروج من الشارع لا تراجع فيه، ريثما تتحقق «الميثاقية» التي عنوانها وحيد وفق مصادر نيابية في «تكتل الاصلاح والتغيير» وينتمي الى «التيار الحر»، هي انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وان التحرك لن يتوقف قبل الوصول الى هدف انتخاب رئيس للجمهورية ثم اقرار قانون انتخاب يضمن الميثاقية بتحقيق المناصفة الفعلية والعملية بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما ورد في اتفاق الطائف، وليس انقلاباً عليه.
فالتعبئة بدأت في «التيار الحر»، لانجاح التحرك، وان اتصالات بدأت مع «القوات اللبنانية» للمشاركة فيه، لان «الميثاقية» تخص المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً، وفق ما تقول المصادر، التي تكشف ان «حزب الله» ليس بعيداً عن الاتصالات، وهو عبّر عن انه ضد الغاء اي مكوّن سياسي يمثل في طائفته، وجاء تأييد ترشيحه للعماد عون كممثل فعلي لشريحة واسعة من المسيحيين، كما انه اقترح ان يتحاور الرئيس سعد الحريري مع العماد عون، فيكون هو رئيساً للحكومة لانه يمثل سنياً، فيتكامل مع عون كرئيس للجمهورية كممثل قوي في بيئته المسيحية.
ويرمي «التيار الحر» الكرة في ملعب الحريري، لانه على موقفه يتوقف تطبيق الميثاقية، بانتخاب العماد عون، لان المكونات الاخرى لا مشكلة لديها من «الثنائي الشيعي» الى النائب وليد جنبلاط، الذي بات مرناً في انتخاب عون، ويبقى «تيار المستقبل» الذي عليه ان يحسم قراره، وينتهي الشغور في رئاسة الجمهورية التي كان الحريري قبل نحو عامين، موافقاً على انتخاب عون، وبدّل رأيه، مع «الفيتو» السعودي، تقول المصادر، التي تشير الى ان فترة السماح التي اعطاها «التيار الحر» انتهت بعد عامين ونصف العام على الفراغ الرئاسي، الذي لو حصلت الانتخابات الرئاسية، لكننا في نصف الولاية.
فالانتظار لم يعد في قاموس «التيار الحر»، ولا بد من وقفة جادة لتغيير الواقع القائم، او الجمود الرئاسي، وكان منتظراً ان تحصل حلحلة في مطلع آب الماضي، بعد مؤشرات ايجابية اطلقها الحريري بعد اتصالات ولقاءات اجراها مع جنبلاط وسمير جعجع، الا انه تريث في اتخاذ قراره الاخير، ريثما تظهر تطورات ما خارجية.
فالشهر المقبل سيكون حاسماً في انتخاب رئيس للجمهورية، او الاقتراب منه، بانهاء تمرد الحريري على انتخاب عون رئىساً للجمهورية، لان لا جمهورية لا يكون عون رئىسها، وان تعليق حضور «التيار الحر» الحوار، الذي انعكس شللاً في الحكومة وانتظام عملها، هي من ادوات التحرك السلبي الذي بدأه التيار، وسيستكمل بتصعيد على كل الاصعدة، حتى انتخاب عون رئىساً للجمهورية.