Site icon IMLebanon

التأليف أمام اختبار النوايا 3 أسابيع حاسمة وإلا الدخول في الدوامة

 

تشكل عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت في الساعات المقبلة، إيذاناً باستكمال مهمته لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث سيباشر مساعيه على هذا الصعيد وسيكثّف من وتيرة اتصالاته ومشاوراته مع القيادات السياسية، سعياً لإعادة جوجلة الأفكار التي ضمنها لمسودته الأولى بشأن الحكومة والتي أودعها رئيس الجمهورية ميشال عون قبل عطلة «عيد الفطر». وتشير المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، إلى أن الرئيس المكلف سيعمل مجدداً من أجل وضع تصورٍ جديد لحكومته العتيدة، نتيجة اتصالاته مع المعنيين وبعد عملية تدوير الزوايا التي سيقوم بها مع قادة الأحزاب والتيارات السياسية، بهدف التغلّب على العقبات التي تعترض طريقه، في ضوء احتدام السجال بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر»، والذي يتصل في جزءٍ منه بعملية التأليف، من حيث رغبة رئيس الجمهورية بتوزير النائب طلال إرسلان، وهو الأمر الذي يرفضه جنبلاط، وبالتالي فإن تصاعد التوتر بين الطرفين، أرخى بظلاله على عملية التأليف وراكم من حجم العراقيل التي تعترض مهمة الرئيس المكلف الذي يصطدم بعقبة لا تقلّ شأناً عن العقبة الدرزية، وهي متصلة بالتمثيل الماروني، من حيث إصرار حزب «القوات اللبنانية» على الحصول على أربعة مقاعد، متسلحاً بنتائج الانتخابات النيابية، حيث يصر الحزب على تمثيله بأربعة وزراء من بينهم منصب نائب رئيس الحكومة. لكن واستناداً إلى معلومات «اللواء»، فإن الرئيس الحريري يميل إلى إعطاء «القوات» ثلاث حقائب وزارية، إضافةً إلى وزير حليف، في مقابل إعطاء «التيار الوطني الحر» خمسة أو ستة مقاعد وزارية، من غير حصة رئيس الجمهورية التي ستكون عبارة عن ثلاثة وزراء، في وقت لم يتسن للرئيس المكلف الوقوف على موقف «معراب» من هذا الطرح، بانتظار عودته إلى بيروت للاطلاع من وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري، على موقف «القوات» من الطروحات التي سبق وقُدِّمت لها بشأن تأليف الحكومة.

وقد أكدت مصادر «قواتية»، أن الاتصالات متواصلة مع الرئيس المكلف وأن الأجواء إيجابية، لكنّ شيئاً حاسماً لم يتم التوصل إليه، ريثما تتضح أكثر صورة هذه الاتصالات بشأن التأليف وما تم إحرازه من نتائج على هذا الصعيد، مشددةً على أن كل محاولات استبعاد «القوات» عن الحكومة قد سقطت، بعدما أدرك الجميع استحالة تحقيق هذا الأمر بالنظر إلى الحضور السياسي والشعبي الذي تتمتّع به «القوات» مسيحياً ووطنياً.

ولفتت في هذا الإطار أوساط نيابية في تيار «المستقبل» متابعة لمجريات تأليف الحكومة لـ«اللواء»، إلى أن الأمور ما زالت بحاجة إلى المزيد من البحث والتفاوض فيما يتصل بعملية التشكيل، خاصةً وأن هناك عقبات لا زالت تؤخّر الولادة الحكومية، لكنها أشارت إلى أن هذه العقبات قابلة للحل بمزيد من التشاور وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها، وهذا ما يضعه الرئيس المكلف نصب عينيه، شعوراً منه بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي تفرض عليه الصبر والحكمة في التعامل مع موضوع التأليف، وفي الوقت نفسه لا بد للأطراف السياسية أن تقابل الرئيس المكلف في منتصف الطريق، من أجل مساعدته على إنجاز مهمته لإخراج البلد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يمر بها، إضافةً إلى أن التزامات لبنان الخارجية في مؤتمرات الدعم، تحتّم أن لا تطول عملية التأليف وأن تكون الحكومة قريبة الولادة وفي مهلة لا تتعدى أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير، خوفاً من تراكم المشكلات التي قد تؤخر التأليف وتطيل، ما يجعل البلد مرشحاً للدخول في أزمة تأليف جديدة، على غرار ما كان يحصل في العهد السابق، حيث كان يستغرق تشكيل الحكومات أشهراً، مع ما لذلك من استنزاف لقدرات لبنان ومؤسساته، وما يشكله ذلك أيضاً من ضربة موجعة للعهد ولرئيس الجمهورية على وجه التحديد.