ما دام الشغور يحتلّ منصب الرئاسة وقصر بعبدا، فخطر الفراغ الشامل سيبقى ماثلاً وقائماً وفارضاً نفسه على البلد والناس ودورة الحياة في هذه الجغرافيا، حتى بعد التمديد لمجلس النواب.
من هنا كان قول الداعين إلى تحويل جلسة التمديد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أيضاً، وفي آن واحد.
وانطلاقاً من احتمال، أو افتراض، أن فريقاً سياسيّاً معيّناً شاء أن يفرط هذه الحكومة، سواء من تلقاء ذاته أو تلبية لـ”غمزة” من هذه الجهة أو تلك، فماذا يحلّ بلبنان، والجمهوريّة الثالثة، واتفاق الطائف، والدستور والميثاق والعيش المشترك؟
هل ثمّة مَنْ يستطيع من المرجعيّات، أو الأفرقاء، أو القيادات، أن يتدخّل، ويؤثّر، ويحول دون هذه المخاطرة؟
على هذا الأساس، وعلى مثل هذا الافتراض، يبني “المتشائلون” تخوّفهم من الشغور الشامل، فضلاً عن الهواجس التي تهمس في بعض الآذان أنّ وراء التأجيل والترحيل والمماطلة مواويل أبعد وأكبر من أيّ فراغ آخر…
لا شكّ في أن إشارة الرئيس نبيه بري الإيجابيّة قوبلت بالارتياح والترحيب. وقد تلقّفها متابعو أزمة الفراغ الرئاسي كهديّة ثمينة من مرجعيّة يطمئنون إلى مواقفها، ويصغون إلى كلماتها بثقة وتقدير.
فالسواد الأعظم من اللبنانيّين يسجّلون للرئيس نبيه برّي حرصه الدائم على الاعتدال والحكمة في معالجة الأزمات التي طالما “استضافها” لبنان من دون أن يدري بها.
وما من لبناني إلا ويُدرك أن كأس التمديد للمجلس كان لا بدّ من تجرّعها في هذه اللحظات، تحاشياً للاصطدام بفراغ من نوع آخر، ولكن خطورته في هذه المرحلة لا تقلّ عن خطورة الفراغ الرئاسي.
من هنا كان الاهتمام الاستثنائي بـ”تغريدات” داهية عين التينة، وتطرّقه إلى إيجابيّات ومؤشرات مشجّعة على صعيد الاستحقاق الرئاسي، قد تظهر بشائرها خلال فترة قصيرة: في يوم، في أسبوع، في شهر…
وليس في شهور أو سنة حتماً. وإن يكن بعض المُخضرمين لا يستبعدون “المفاجعات” غير المستحبّة، إذا لم يُحرَز أي تقدّم عملي وفعلي في هذا الصدد بالنسبة إلى “الحوار الرئاسي” المنتظَر بين زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله.
عند هذه النقطة، تحديداً، يتوقّف المعنيّون بالأزمة الرئاسيّة، ويُطلقون تساؤلاً في محلّه ووقته عمّا يمنع “حزب الله” من اتخاذ مبادرة يصفّق لها اللبنانيّون، ما دام المفتاح في جيبه على ما يقول الخبراء، فيغادر الفراغ المَنصِب والقصر، ويصير للبنان رئيس توافقي يُدخل الفرح والأمان إلى النفوس، والمؤسّسات، والجغرافيا، من الناقورة إلى النهر الكبير.
إلا أن أحداً لا يتجاهل دور إيران…