وضعنا مع المملكة العربية السعودية يشبه الى حد بعيد تلك المجموعة من الناس المصابين، من أسف، بالعمى، وقد رزقوا بولد مبصر، ولكثرة فرحهم به أخذوا يتلمّسون عينيه مراراً وتكراراً حتى أصبح مثلهم ضريراً.
العلاقة بين المملكة العربية السعودية والرئيس سعد الحريري هي علاقة تاريخية لا يمكن لأي شائبة أن تشوبها مهما حصل… وذلك لأسباب عديدة أهمها:
أولاً- إنّ كل قرش جمعه المغفور له الشهيد رفيق الحريري من مال كان من المملكة العربية السعودية.
ثانياً- عائلة الرئيس سعد الحريري تقيم صيفاً وشتاءً في الرياض… أولاده يتعلمون في مدارس الرياض… طبعاً باستثناء نجله البكر حسام الذي يدرس في الكلية العسكرية في بريطانيا وهي من أشهر الجامعات، وقد درس فيها الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن.
ثالثاً- الرئيس سعد الحريري هو رئيس الحكومة اللبنانية وكما هو معلوم أنّ هناك 300 ألف عائلة لبنانية تعيش وتعمل في المملكة التي أبوابها مفتوحة لهم على مصاريعها… بالمناسبة هناك محبّة خاصة من الشعب وحكام المملكة للبنانيين خصوصاً أنّ الملك يعمل بتوصية والده الملك المؤسّس المغفور له عبدالعزيز الذي أوصى أبناءه، قبل وفاته، خيراً بلبنان.
كذلك فإنّ عدداً كبيراً من حكام السعودية أقاموا في لبنان بين العامين 1950 و1975… ولا يزال أكبر الملاكين في لبنان سعوديين من أمراء ورجال أعمال، والحريري كرئيس للحكومة من أولويته الحفاظ على العلاقة الخاصة مع السعودية.
رابعاً- صحيح أنّ فئة من اللبنانيين التابعين لمشروع ولاية الفقيه يلتزمون بمحاربة السعودية، بناءً على رغبة وأوامر إيران، لأنّ إيران تنفق سنوياً منذ العام 1983 مليارين من الدولارات: ملياراً للسلاح وملياراً رواتب للحزب العظيم، وأيضاً للتابعين السياسيين لمشروعه.
نعود الى هذه الضجة المفتعلة حول إعطاء تأشيرات للحجيج لنوضح أيضاً بعض الأمور:
1- إنّ هناك دائماً فائضاً من الحجاج وهناك رغبة كبيرة من المؤمنين الذين يرغبون في أداء فريضة الحج، ولكن هناك طاقة في الإستيعاب لا تستطيع الدولة السعودية أن تتجاوزها، إذ يبلغ عدد الحجاج ثلاثة ملايين وهذا العدد يزداد سنوياً.
وبالرغم من التوسيعات التي نفذتها المملكة فلا يزال الطلب أكبر من قدرة المملكة على الإستيعاب.
2- حدّدت المملكة كوتا لكل دولة كي تستطيع أن تلبّي حاجات الطالبين من مختلف الدول العربية والإسلامية.
3- يؤخذ في الإعتبار الى حدٍ كبير أنّ هناك نظام السن، أي أنّ الذين يتقدّمون للحصول على التأشيرة يجب أن يكونوا من المسنين خصوصاً أنّ الذين هم في عمر الشباب أمامهم متسع من الوقت.
أخيراً، وبالرغم من أنّ المملكة تقدّم للحريري 5000 تأشيرة حج مجانية لا يزال بعض المغرضين يدّعون أنّ السعودية رفضت طلبات للرئيس الحريري… وبالرغم من بيان صادر عن الرئيس، وبالرغم من كلام صريح وواضح للقائم بأعمال السفارة الوزير وليد البخاري هناك بعض المغرضين لا يزالون يشككون في العلاقة.
عوني الكعكي