Site icon IMLebanon

ماذا أخفت عملية عوكر؟ وما هي الرسالة منها؟ 

 

بين التأهب والاستنفار اللذين فرضتهما التهديدات الاسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان بعدما تحولت المناطق الحدودية من الجانبين اللبناني والاسرائيلي الى بركان ملتهب، والزخم المتجدد على الخط الرئاسي داخليا، مع جولة «التشاور الاشتراكية، وخارجيا، مع اللقاءات القطرية، التي استبقت القمة الاميركية – الفرنسية، عاد «الشبح الامني» ليطل براسه من جديد، وان بلباس سوري– داعشي، «ترند» الساعة، وهو ما قصده تحديدا عن سابق اصرار وتصميم المخططون.

 

وتماما كما حصل في جريمة مقتل باسكال سليمان، تمكنت الاجهزة الامنية من تفكيك بعض خيوط العملية، بعد ان سلم شقيق مطلق النار على السفارة الاميركية، قيس فراج المقيم في بلدة الصويري، قتادة الفراج، والذي يعمل لدى مقرب من احد الامنيين، وهما سوريان الجنسية، نفسه الى القوى الامنية، فيما كان فرع المعلومات يستمع الى افادة والده.

 

وفي هذا الاطار علم ايضا، ان فرع مخابرات البقاع تسلّم الشيخ مالك جحة، المتهم بالمشاركة في العملية، بعدما لجا الى الاختباء لدى احدى الجهات النافذة، وهو امام مسجد أبو بكر الصديق في مجدل عنجر، حيث كان الفراج احد تلامذته الدينيين. علما ان الفراج وأفراد عائلته دخلوا لبنان بطريقة شرعية ومسجلون في مفوضية اللاجئين.

 

وفي التفاصيل الاضافية، وفقا لمصدر مطلع، فان قيس فراج وصل الى بيروت عبر فان عمومي للركاب وبحوزته حقيبة بشكل طبيعي، قبل ان ينتقل الى منطقة ضبية ويتسلل عبر الاحراج الى داخل «المربع الامني»، حيث دخل الى احد الابنية وقام بارتداء سترته السوداء التي تحمل شعار داعش، وجَعبته وسلاحه الحربي، تاركا الحقيبة خلفه فارغة، دون ان يتبين وجود أي متفجرات بحوزته.

 

وفيما تستمر التحقيقات والتوقيفات، لمعرفة تفاصيل العملية وخلفياتها، رات مصادر متابعة ان ما حصل في عوكر، هو اكثر من «رسالة»، نظرا الى توقيت الاستهداف والشكل والاخراج، الذي قد يصعب معها التوصل الى نتائج حاسمة، بعيدا عن المسار الذي رسمه المخططون، وان كانت العلامة الفارقة، هي في «لبس داعش» للهجوم، في وقت غابت فيه عمليات التنظيم بشكل كبير في دول المحيط، مضافا اليها «رداء» النزوح السوري، الذي بات جاهزا لاستخدامه عند الضرورة.

 

واكدت المصادر، ان «المنفذ»، تمكن من التسلل بسهولة الى الرقعة المقصودة، مستفيدا من الثًغر التي تحيط ببيئة الرقعة الامنية للسفارة الاميركية، وتحديدا لجهة الضبية، ما يعني وجود عملية رصد ومراقبة ومتابعة دقيقة، لمسار «الدوريات المشتركة»، وهو امر يتطلب حرفية ودقة في التنفيذ، اذ يرجح ان يكون التخطيط قد بني على معلومات حديثة.

 

ورات المصادر، انها ليست المرة الاولى التي تستهدف فيها عوكر، خلال الاشهر الاخيرة وبالتأكيد لن تكون الاخيرة، فصحيح ان هجوما حصل قبل اشهر اتخذ طابعا شخصيا، وان كانت خيوطه لم تتكشف كلها، الا انه ترك آثارا سياسية له، كما ان مقتل مسؤول القوات اللبنانية باسكال سليمان في جبيل لم يكن «الاميركيون» ببعيدين عنه، اذ انه جاء في منطقة تعتبر آمنة للفرق الاميركية للسياحة والتجول، ليأتي استهداف الامس ويطرح الكثير من التساؤلات حول الاهداف الاساسية، وحدودها، وما اذا كانت بداية لسقوط «الهدنة» غير المعلنة ضد المواقع والمصالح الاميركية في المنطقة.

 

وتكشف المصادر، ان جهاز مخابرات «شرقي» كان سبق وابلغ مجموعة من الدول الغربية عن امكان تعرض سفاراتها ومصالحها ودبلوماسييها في لبنان لهجمات او اعتداءات، تكتمت عليها، بناء على معلومات توافرت نتيجة عملية اعتراض اتصالات جرت بين احدى العواصم «الاوروبية» ودولة اقليمية.

 

في المحصلة لم يكن ينقص «بلة» الازمات التي تبدأ من الحرب جنوبا ولا تنتهي بالشغور في بعبدا، الا «طين» العمليات الارهابية في الداخل ضد السفارات الاجنبية، كي»يكتمل النقل السوري الداعشي بالزعرور اللبناني». فهل سيُحرّك التطور الامني الخطر، الذي سُجل وتصدّى له بسرعة الجيش، الباب على احداث اخطر؟ ام ان ما حصل مجرد رسالة وصلت الى من يعنيهم الامر؟ وعليه مَن يقف وراء مهاجمة السفارة الاميركية؟ وماذا كان ينتظر من رد فعل اميركي؟