مسؤول في «المستقبل» : الجنرال رئيساً ينسف الطائف
مصدر عوني : لا مسّ بجوهر الإتفاق
يحمل التقارب الذي تشهده بين اطرافها الساحة السنية محاولة تحضير صفوفها لاستحقاقات عدة ولذلك كانت خطوات التواصل التي حصلت بين تيار المستقبل وفاعليات سنية معارضة له في كل من البقاع الغربي وبيروت والشمال.
وتذهب أوساط رفيعة في هذا التيار في قولها أن ما يقدم عليه الرئيس سعد الحريري يندرج في اطار خطوة استباقية لأي مؤتمر تأسسي ممكن أن تشهده البلاد. ولذلك كانت اندفاعته في الملف الرئاسي وما حملت من ملاقاة أو اعتراضات لكنها في الاساس تهدف للحفاظ على نظام الطائف الذي يؤمن المساواة والمناصفة بين الشرائح اللبنانية.
وتقول الأوساط بأن حركة الحريري الانفتاحية مؤخراً في طرابلس التي شملت الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين السابقين أحمد كرامي والنائب محمد الصفدي تهدف الى تأكيده على خيار الانفتاح بعيدا عن اية حسابات انتخابية ام ردات فعل تجاه احد، لكنه انفتاح، في موازاة توحيد الصف السني منعا لاستفراد الطائفة من قبل حزب الله بحيث بات واضحا تتابع الأوساط أنه يأخذ البلاد الى مؤتمر تأسيسي ولذلك لا يقدم على حسم الخيارات الرئاسية بين حليفي الحزب المرشحين الى رئاسة الجمهورية رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، بما يترك الباب مفتوحا على طرح صيغة جديدة للنظام اللبناني على أنقاض اتفاق الطائف حسب ما يراهن لكون خطوة الحزب باتت محطّ استغراب وتساؤل بعدم ترجمته دعم أي من حليفيه للوصول الى قصر بعبدا وهو مرتاح لتمديده حالة الفراغ الرئاسي بتداعياتها…
لكن لماذا لا يقدم تيار المستقبل على خطوة استباقية باسقاط حالة الخوف على الطائف بانتخابه عون رئيسا للجمهورية سيما أن الأخير يتمتع بحضور سياسي – شعبي وازن وتعزز ترشيحه بدعم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي هو حريص على الطائف. وبذلك تنتفي الحاجة للمؤتمر التأسيسي.
تجيب الأوساط بأن انتخاب عون رئيسا للجمهورية معناه بداية نهاية الطائف والقضاء على الصيغة الحالية لكون طبيعة الرجل ستفرض ذاتها على الحياة السياسية وانتظام عمل المؤسسات لأن عون سيعمد لدى أي اعتراض على قرارات له الى طرح صلاحيات رئاسة الجهورية ويطالب بضرورة نسف الطائف لكون النظام الحالي يقيد من صلاحياته، فلو تم على سبيل المثال طرح قائد جيش لولاية عهده تتحفظ عليه عدة قوى ولا تطمئن اليه، فسيطالب عون عندها بأن يكون من حق الرئيس تعيين الضابط الذي يريده لهذا المنصب متجاوزا الحكومة، ثم قد لا يتقبل الوقت الذي قد يأخذه رئيس الحكومة لتشكيل تركيبته فسيعمد الى المطالبة بتقييد رئيس الحكومة بمهلة والا يعتبر مستقيلا، ناهيك عن قرارات واجراءات ستدفع عون لأن يطالب بأن يكون لديه صلاحية على غرار ما قبل الطائف لكي يتمكن من تسيير سياساته أو اتخاذ قرارات في مشاريع حساسة اسوة بملف النفط والغاز او النازحين السوريين، بحيث قد يميل الى اتخاذ قرارات متجاوزا بذلك منظومة المؤسسات المعنية في هذا القطاع العاملة وفق الية الطائف.
واذ تتابع المصادر أن عون يشكل التهديد المباشر على الطائف من موقعه كرئيس للجمهورية أكثر مما هو في موقعه الحالي اليوم، وأن لا ضمانة ممكن أن تؤخذ في هذا الحقل فلذلك أنه في موازاة الثنائية الشيعية الممثلة بحزب الله وحركة أمل والمسيحية الممثلة بعون وجعجع من الطبيعي أن تعمد الطائفة السنية لتوحيد صفوفها منعا لاستفرادها أو اللعب على تناقضاتها لتمرير المؤتمر التأسيسي خصوصا ان الهدف الأول لهذا المؤتمر هو التمدد على حساب حضور وحجم وصلاحيات الطائفة المسيحية في المعادلة السياسية – الادارية – العسكرية والأمنية. وعليه فأن وحدة الصف السني ستمنع هذه الطائفة من التنازلات.
وتكمل الأوساط، لذلك على الطائفة السنية أن تكون جاهزة أمام ما يحضر له حزب الله فيما لو طرح يوما تنظيم دور سلاحه من خلال مجموعات ام فيالق خاضعة بشكل أو بآخر للدولة اللبنانية أو لقيادة الجيش، أي إن حزب الله لن يقبل الا أن يكون له دور فاعل في انتاج كل قرار سياسي مستقبلا بوتيرة اوسع من الواقع الراهن ومنبثقا من صيغة نظام وقرار مختلفين.
في المقابل لا تتطابق هواجس المستقبل مع حسابات الرابية على ما يقول مصدر وثيق الصلة برئيس تكتل التغيير والاصلاح، كان عون الزعيم اللبناني الوحيد الذي وجه رسائل الى عرابي الطائف منذ نحو ثلاث سنوات معربا فيها عن تمسكه بهذه الصيغة وهي عمليا رسالة كانت موجهة الى الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز نظرا لدور السعودية في هذا الاتفاق معتبرا فيها أن الممارسات القائمة تهدد هذا الاتفاق التوافقي وتجعله في خطر. وهو لم يقل انه سيقوضه بل حذر الرعاة هؤلاء لضرورة الحفاظ عليه.
وتابع المصدر ان عون يعي جدا ان تعديل الطائف لن يكون لصالح المسيحيين ولذلك نحن اكثر شريحة متمسكة به، وما نطالب به هو الشراكة الحقيقية والواقعية من خلال انتخاب عون ليكون لاعبا قويا في هذا الواقع، لكن المستقبل يريد التطبيق السوري لهذا الأتفاق وفق منطق غازي كنعان بالحفاظ على شكليات الطائف وتعطيل هيئات الرقابة وشل المؤسسات العامة فيما عون يريد الحفاظ على جوهر الطائف والتوازن التي هي اساسه ويفضل المستقبل ان ينسف هذه الصيغة نتيجة تمسكه بالشكليات على حساب الروحية…