IMLebanon

دول محور المقاومة تحدّد شكل المرحلة المقبلة للحرب 

 

 

منذ بداية “الحرب الاسرائيلية” على قطاع غزة في السابع من اكتوبر من العام الماضي ، يمعن جيش العدو الإسرائيلي في قتل المدنيين مسجلاً ارقاماً قياسية ، في ظل الحديث المستمر عن مفاوضات من اجل وقف اطلاق النار، لكن دون تقدم يُذكر، مع تعاظم المشاكل في القطاع المحاصر والمنكوب ، ناهيك عن الأمراض والاوبئة والمجاعة التي ازدادت بسبب الشتاء والبرد القارص.

 

من هنا، يقول مصدر سياسي أنه ” وفي خضم المعركة الدائرة على مساحة 365 كيلومتر مربع، أعطت محكمة العدل الدولية بطاقة صفراء للكيان “الإسرائيلي”، من خلال فرض تدابير مؤقتة لمنع ارتكاب الابادة الجماعية ضد العزل في غزة، بالتوازي مع رفض طلب جنوب إفريقيا بإلزام “إسرائيل” بوقف دائم لإطلاق النار، وهذا ما وضع عدالة المحكمة أمام تشكيك الأحرار في العالم، إلا أن الفارق الوحيد هو أن الكيان وللمرة الأولى في تاريخه، وقف أمام هيئة اتهاميةٍ دوليةٍ في المجازر التي قامت بها أو أشرفت عليها.

 

ويضيف المصدر أن “الحرب قد تطول ولن تنتهي في القريب العاجل، خاصة مع دخول أسلحة جديدة على الميدان، مما يعني فشل المفاوضات والتسوية بين الكيان، الذي لا يملك ورقة في يده توحي بالنصر أو تحقيق أي هدف من اهدافه، خاصة بعد مرور كل هذا الوقت منذ بداية الحرب، وبين دول محور المقاومة التي لا زالت تسيطر على الميدان، وتسجل اهدافها الرابحة على المستويين السياسي والعسكري، ضمن أساليب تطورت منذ بدء الحرب وحتى هذه اللحظة. ناهيك عن استخدام العيار الثقيل لأسلحة ميدانية، يحافظ فيها على رقعة الاشتباكات على المستوى الجغرافي المتعارف عليه منذ بدء عملية السابع من تشرين وحتى اليوم، ويتابع المصدر أن دول المحور تسجل نقاط انتصار متعددة، مما يجعل دول المحور اكثر ثباتا، وهذا يعود لكيفية استعمال المحور لهذه الأسلحة بطريقة دقيقة وضمن استراتيجية محددة ، ما يفرض حزاماً خانقاً على “اسرائيل”،وهذا ما يظهر يوماً بعد يوم.

 

ويؤكد المصدر أن لهذه الحرب نتائج باتت واضحة:

 

– أولاً: صمود غزة وأهلها هدد البنية السياسية الداخلية “لإسرائيل”، وهذا ما ظهر من خلال الخلافات بين أركان الدولة لكيفية إنهاء الحرب والخروج من مستنقع غزة.

 

– ثانياً : على الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان لازالت المقاومة تسدد ضرباتها الموجعة للعدو، وهذا ما دفع المستوطنين إلى الفرار وإخلاء شمال الأراضي المحتلة، بالتوازي مع الضغط الذي يمارسه الكيان على المستوطنين من أجل العودة إلى المستوطنات دون جدوى.

 

– ثالثاً : أما الجبهة اليمنية فقد حاصرت الكيان وكبلت يديه من كل الجهات، فهي أبقت موانئه خاليةً من السفن والبضائع، مما سبب مشاكل اقتصادية كبيرة وأدى إلى خسارات مالية طالت مختلف المؤسسات في الكيان ، وبثت الرعب في قلوب بعض الشركات العالمية، بسبب الهجمات التي تنفذها على السفن في البحر الأحمر.

 

– رابعاً: ما جرى في المنطقة سرّع الحديث عن خروج قوات التحالف الدولية من العراق.

 

كل هذا يؤكد ان هناك صراعاً خفياً بين الدول والأقاليم، يضيف المصدر، وبات الانقسام ظاهراً لجهة اصطفاف بعض الدول مع الكيان الذي يعتدي على غزة وأهلها ويقتل الابرياء، في تأكيد واصرار واضحٍ على الإبادة الجماعية ، ما يعني ان الدولة المتضامنة مع العدو باتت متهمة أيضاً بالاشتراك بقتل المدنيين وتدمير غزة ، إلا أن ضغط الشعوب الحرة يتزايد بشكل كبير في أوروبا بسبب مشاهد قتل الأطفال والنساء والمجاعة، التي باتت هدفا رئيسياً للكيان في سبيل إخضاع واذلال أهل غزة وإبعادهم عن المقاومة ، خاصة مع منع دخول المواد الغذائية والطبية الى القطاع، بالتواطؤ مع دولة عربية مطبعة مع الكيان، لكن شعوبها تكنّ العداء المطلق “لإسرائيل”.

 

خلال الفترة المقبلة ستكون الكرة في ملعب “اسرائيل” ، إما ان توقف اطلاق النار والابادة الجماعية ، وإما أن تتلقى المزيد من الصفعات التي تزيدُ من هزيمتها ، والأخطر من كل ذلك تهدد وجودها ككيان في ظل استمرار المشاكل الداخلية داخل حكومة نتنياهو من جهة ، ومع اهالي الرهائن لدى حماس من جهةٍ ثانية.