IMLebanon

عبد المنعم يوسف مطلوب للقضاء

تمضي قضية الإنترنت غير الشرعي بالتفاعل على أكثر من مسار. فالمتورطون الكبار الذين بدأوا يشعرون بأن الأمور تفلت من بين أيديهم، لا يتوانون عن التدخل على أعلى المستويات للفلفة القضية وحصرها بالهدر المالي، في سبيل «طمس» المعلومات الخطيرة المتعلقة بالخرق الأمني الإسرائيلي الذي كشفته التحقيقات القضائية.

فبعد إعلانه منذ أيام على حسابه على تويتر أنه «لن يُغطي أي موظف عندما يُستدعى بحسب الأصول القانونية»، أعطى وزير الاتصالات بطرس حرب أمس الإذن بملاحقة مدير عام هيئة «أوجيرو» عبد المنعم يوسف ومدير المعلوماتية توفيق شبارو والمدير غابي سميرة في قضية الإنترنت غير الشرعي و«الغوغل كاش»، بناءً على طلب المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود. طلب حمود ملاحقة يوسف في قضية الـ»غوغل كاش» تحديداً تعني أن القرار له طابع سياسي، بسبب قرب حمّود ويوسف من تيار المستقبل، وأن هناك من ارتأى رفع الغطاء عن رئيس أوجيرو، الابن المدلّل للرئيس فؤاد السنيورة، ومن خلفه كل التركيبة «الحريرية». وفيما لا تتوقف شخصيات كبيرة في تيار المستقبل داخل مجالسها عن «الاستخفاف» بالمسار الأمني، بحجّة أن «إسرائيل تخترق كل بيت في لبنان»، وأن الشق الأهم في هذا الملف يتعلق بالسرقة المالية وملايين الدولارات التي صبّت في جيوب أصحاب الشركات، رأت مصادر سياسية متابعة للملف أن «إعطاء الإذن بملاحقة يوسف يعني أن هناك من يريد التركيز على المسار المالي وتعطيل المسارات الأخرى، تحديداً الأمنية المتعلقة بشبكات الزعرور وعيون السيمان». وأكدت أن «هذا الأمر لن يمر، وسيستدعي من المعنيين الخروج إلى العلن لكشف كل الحقائق وفضح كل من يسعى إلى لفلفة القضية». في المقابل، ترفض مصادر في فريق الرابع عشر من آذار أن يكون يوسف «كبش محرقة»، لافتةً إلى وجود «صفقة سياسية تتم على حسابه»، مؤكدة أنه «يدفع ثمن وقوفه في وجه قناة «أم تي في»، وآل المر»، وأن ما يحصل معه «هو نتيجة انقسامات داخل تيار المستقبل». ولفتت المصادر إلى أن «الرئيس سعد الحريري شخصياً قرر رفع الغطاء المستقبلي عن الرجل». وفي هذا السياق، أوضح حرب أمس، في حديث إلى برنامج «كلام الناس»، أن «دفاعه عن يوسف في الوزارة هو دفاعي عن الإدارة وعن العدالة». وشدّد على أنه «لن أحمي أيّ متهم، لكنني لن أسمح بإدانة شخص بريء، إذ لا يمكن أن نستبق التحقيق». وأشارت مصادر قضائية إلى أن يوسف لا يزال خارج لبنان في إجازة مرضية نتيجة عملية زرع «روسّور» في شرايين قلبه، وأنه سيعود إلى لبنان فور انتهاء فترة النقاهة.