أوضح المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى من خلال مخططاتها في سوريا الى نشر الفوضى وإثارة الشغب، لفرض هيمنتها على المنطقة… متوقعاً أن تخرج ما وصفها بـ «مجموعة من الشرفاء» لتغيير الوضع الجديد وإخراج ما وصفهم بـ «الثوار» من السلطة.
وقال خامنئي مخاطباً الفصائل الثورية المسلحة في سوريا «لم تكن هناك قوة إسرائيلية ضدكم في سوريا… التقدّم بضع كيلومترات ليس انتصاراً… لم يكن هناك عائق أمامكم وهذا ليس انتصاراً وبطبيعة الحال فإنّ شباب سوريا الشجعان سيخرجوكم من هنا بالتأكيد.
أضاف: الشبان السوريون ليس لديهم ما يخسرونه، فالجامعة غير آمنة والمدرسة غير آمنة.. فماذا يفعلون؟
وأكد خامنئي في معرض حديثه بشأن ما يحدث من تراجع لنفوذ النظام الإيراني… يقولون فقدتم قواتكم الوكيلة… لكننا لا نمتلك وكلاء في المنطقة أبداً.
يبدو ان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي المولود عام 1939 (أي إنه بلغ 86 عاماً من العمر) لم يعد يعلم ما يجري حوله من أحداث.. لذلك أريد أن ألفت نظره الى بعض الأمور، خصوصاً أنه بالفعل بعيد كل البعد عن الواقع:
أولاً: مشروع ولاية الفقيه خسر سوريا، لأنّ الشعب السوري العظيم، أسقط مشروع «آية الله» في سوريا وأسقط هيمنة «الحرس الثوري» ومعهم قسم من الجيش الإيراني الذي ظن أن سوريا أصبحت مستعمرة إيرانية.. وعلى سبيل المثال: فإنّ الجميع يعلمون ماذا عملوا بمقام السيدة زينب… والجميع يعلم أيضاً أن مشروع التشييع كان قد فرض بالقوة وبالمال لتغيير وجه سوريا، والجميع يعلم أيضاً ماذا فعلوا بالجامع الأموي…
ثانياً: هل يعلم أنه منذ عام 2011 والثورة السورية قامت ضد الرئيس الهارب بشار الأسد وجميع أركانه الذين ردوا على التظاهرات السلمية، التي بقيت 6 أشهر بعيدة عن العنف، بالقصف والقتل والتدمير. وهل يعلم المرشد الأعلى أن الجامعات التي يتحدث عنها قد دمرها الرئيس الهارب، ومعه الحرس الثوري، ومعهم أيضاً حزب الله الذي قال الشهيد حس نصرالله انه سيرسل الآلاف الى سوريا… دعماً للرئيس الهارب بشار، وأنه مستعد أن يذهب شخصياً لمقاتلة الشعب السوري، الذي يطالب بالحريات الصحافية والانتخابات النيابية الحرّة وتعديل الدستور وبكل مجالات الحرية؟
ثالثاً: هل يعلم آية الله خامنئي أن الرئيس الهارب ومعه الحرس الثوري وحزب الله قتلوا مليون مواطن سوري؟ كما هجّروا اثني عشر مليون سوري أيضاً لأنهم يطالبون بالحرية وبالنظام الحر والديمقراطية؟
رابعاً: وهل يعلم آية الله خامنئي أن الشعب السوري يتحمل الظلم والقهر والحرمان منذ العام 2011، أي منذ 14 سنة؟
خامساً: وهل يعلم آية الله الخامنئي أن حزب الله فقد أمينه العام الشهيد السيّد حسن نصرالله ومعه كل قياداته من الصف الاول، إضافة الى إصابة 4000 عنصر من حزب الله بين قطع أرجل ومعدة و900 منهم فقدوا نظرهم في حادثة «البيجر» نتيجة تمسّك هؤلاء بتوجيهات إيران؟
سادساً: وهل يعلم السيد آية الله أن جنوب لبنان دُمّر بشكل ليس له مثيل. كذلك هناك 400 مبنى في الضاحية الجنوبية من بيروت دمرت بالكامل؟ وهل يعلم أيضاً ماذا حصل من دمار في مدينة صور التاريخية، ومدينة النبطية وكذلك في مدينة بعلبك، وفي البقاع الشرقي والغربي والشمالي والأوسط، وأنّ هناك قرى قد زالت من الوجود بسبب مشروع ولاية الفقيه؟
سابعاً: يقول السيد آية الله الخامنئي إن الشعب السوري لا يحارب إسرائيل.. فلماذا هذه الثورة؟ وضد مَن؟
أخيراً، يبدو كما قلت في المقدمة: إنّ آية الله الخامنئي يعيش في عالم آخر، وهناك احتمال كبير أنه لا يعلم ما يجري على الأرض لأنه بات بعيداً عن الواقع.
اما بالنسبة لهذه الثورة الشريفة البطلة؟ التي قاتلت أجرم وأبشع نظام في العالم، واستطاعت خلال 8 أيام إسقاط ثلاث دول: دولة الرئيس الهارب، ودولة حزب الله ودولة الحرس الثوري.. أبطال سوريا حرروا سوريا من دون دعم مالي وعسكري من أي دولة.
يكفيهم فخراً، أنهم أعادوا سوريا قلب العروبة النابض، الى عروبتها وإسلامها… والله ولي التوفيق.