تواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول نقل الجلسة الحكومية والتطورات
في موازاة ما صدر عن المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان من اشادة لجهة أن البلد ليس متروكاً، انشغل الداخل اللبناني باستقالة الحكومة، وفي القصر الجمهوري، كانت الصورتان محور متابعة، وقد فرضت التطورات تأجيل دردشة إعلامية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كان مقررة له أمس، على أنها مرتقبة في وقت لاحق.
بالطبع منذ أن سربنا الاستقالات، لم تهدأ الاتصالات وأولى نتائجها نقل جلسة مجلس الوزراء من قصر بعبدا إلى السراي الكبير،وهنا سُجِّل تواصل بين الرئيس عون ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب بشأن هذا الأمر وما يحمله من تنفيذ لقرار الاستقالة، مع العلم ان الجلسة احالت انفجار مرفأ بيروت إلى المجلس العدلي، بطلب من رئيس الجمهورية.
بقيت دوائر قصر بعبدا تترقب خطوة رئيس مجلس الوزراء على ان أي استقالة تفرض السير بالمسار الدستوري المعروف. وقالت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون لـ«اللواء» أن هذا المسار هو الذي يُتبع من تقديم الاستقالة إلى رئيس الجمهورية وصدور بيان في أعقاب ذلك، وما تلى هذه الخطوة من مواعيد الاستشارات النيابية.
إلى ذلك، وتتويجاً للحركة الرئاسية الفرنسية باتجاه بيروت، كان المؤتمر وقبله قدم النصائح حول العقد الجديد على أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيتابع الملف اللبناني في تواصل دائم مع الرئيس عون، وهو الذي أبدى اهتمام بلاده بتقديم المساعدات وفق ما هو متفق عليه، وهذا التواصل بينهما سيشكل انسياباً لذلك ومناسبة للبحث في الجو العام الذي عبّر ماكرون عن اهتمام بمعالجته مع الأقطاب السياسية كما ان الاستقالة ستكون عاملا إضافيا لمتابعة ماكرون.
وقبيل زيارة ماكرون في شهر أيلول المقبل، يرتسم المشهد السياسي، وفق ما هو متوقع، انطلاقاً من نقاط بحثها مع المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الكتل والأحزاب اللبنانية.
التحقيق الشفاف
وبالنسبة إلى التحقيق في الانفجار، جدّدت المصادر التأكيد ان الرئيس عون التزم بالتحقيق الشفاف والمحايد منذ البداية ولذلك طلب صوراً جدية من فرنسا أو من أي دولة قادرة على تزويد لبنان بها أو بأي بأمر يفيد التحقيق.
وأفادت ان التحقيق حتى الآن لم يحسم طبيعة الانفجار إلى أن هذا التحقيق مستمر لجلاء الظروف وتحديد المسؤولية للمقصّرين وبقاء المواد المتفجرة في مرفأ بيروت، لكن أسباب الانفجار لا تزال موضع نقاش وكل الفرضيات هنا لا تزال قائمة.
وأوضحت أن عون رحب بأي مساعدة تقنية من فرنسا أو غيرها من الدول.
ارتياح للمؤتمر
أما بالنسبة إلى المؤتمر فطابعه انمائي- انساني، وقد خرج وفق المصادر نفسها بتأكيد على التضامن مع لبنان في ظاهرة دولية قلّ نظيرها. وهذا ما عكسته المواقف والالتزامات الدولية تجاه لبنان،مشيرة إلى ان المهم هو تجاوب المؤمر مع طلب الرئيس عون لجهة تنسيق المساعدات عبر الأمم المتحدة.
ولفتت المصادر الى ان المؤتمر أرخى مناخاً يُعزّز التأكيد ان لبنان ليس متروكاً أو محاصراً ومن تابع كلمات المؤتمرين لاحظ الاهتمام بلبنان وبدوره في المنطقة، وكانت المظلة الدولية واضحة.
ورأت ان ما صدر هو نتائج أولية لأن هناك دولاً أكدت انها ستنسق مع السلطات اللبنانية في ضوء النتائج التي تحصل جرّاء عملية المساعدات. وهناك مساعدات إضافية أخرى سترسل وهناك مساهمة في إعادة اعمار المرفأ والاحياء السكينة وبلغت قيمة الاغاثة الفورية 300 مليون دولار، وهناك مشاركة لمنظمات دولية معينة لها مساهماتها وستلبي دعم لبنان.
وقالت ان وفد برنامج الأغذية العالمي أعلن عن تقديم برنامج مساعدات نقدية لمليون شخص كمرحلة أولى، كما سيُصار إلى تأمين حاجة لبنان لكل المواد الغذائية. وسيصار إلى وضع مستوعبات ومخازن مؤقتة لحفظ القمح وهناك كميات من القمح توازي الـ30 ألف طن ستوزع على الأفران مباشرة، وهناك100 ألف طن من الحبوب ستصل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وتحدثت عن حركة ديبلوماسية سيشهدها لبنان في اليومين المقبلين، فهناك الموفد الاميركي ديفيد هيل ووزير خارجية المانيا وموفدين آخرين ما يُؤكّد ان لبنان ليس وحيداً.
ورداً على عدم مشاركة روسيا في المؤتمر الاقتراضي، فإن المصادر أوضحت ان الدعوة كانت عاجلة إنما روسيا ارسلت المساعدات بشكل مباشر وهي مستعدة لدعم لبنان.