Site icon IMLebanon

إهتراء الغطاء المسيحي لا يلغي وظيفته

 

كشف الباحث والمحامي جوزيف أبو فاضل في برنامج تلفزيوني ان رئيس الجمهورية ميشال عون، وعقب “إنتخابه” بعد فراغ قارب السنتين والنصف، ورداً على سؤال بشأن خطته الرئاسية، قاطع السائلين بقوله: “روحوا اشتغلوا على التمديد”… وأضاف أبو فاضل: “هذه معلومات”.

 

وهذه المعلومات هي الدليل على قطف ثمار “تفاهم مار مخايل”، الهادف إلى توفير الغطاء المسيحي للسلاح خارج الدولة حتى يقوى ويستقوي ويتحكم بمفاصل الدولة اللبنانية، من خلال فائض القوة وأمور أخرى، وصولاً إلى مصادرة سيادتها وإخضاعها بالكامل لوصاية المحور الإيراني.

 

صحيح أنه لم يكن لأهداف ذراع المحور أن تتحقق فقط من خلال الغطاء العوني… الذي شكل المنطلق والأرضية الصالحة لما تلاه. والأهم أنه شكل عامل حسد للآخرين الطموحين الذين يريدون أن يحلوا محل عون وتياره، وتحديداً لأن تحالفه هذا وضع أسس الخطة التي مهدت لوصوله إلى قصر بعبدا وفق بنود كتبت بحبر سري في طيات تفاهمه المثمر.

 

عدا الحسد، ساهم التفاهم بإرساء أسس متينة لمعادلة السلاح والفساد، لتسهيل المتحكم تحقيق طموح أركان منظومة السلطة، الساعين إلى التمسك بالكراسي وإقتسام المكاسب التي تتضاءل حتى تكاد تتلاشى في ما بينهم، مهما كان الثمن وكانت الخلافات ونشر الغسيل الوسخ.

 

قبل ذلك وبعده، حرص المتحكم عبر فائض القوة على تعرية أركان المنظومة. فتم اغتيال ممنهج وبنفس طويل لأي صاحب فكر يمكن أن يؤثر على أيٍ منهم لجهة المواقف الوطنية المصيرية… وعندما أصبحوا عراة سهل تدجينهم وإرساء معادلة الفساد والسلاح.

 

وبعد الوصول الى الانهيار الشامل بموجب هذه المعادلة، إهتزت كراسي أركان المنظومة… فقدوا توازنهم، وعلى رأسهم الغطاء المسيحي. أصبحوا لا شيء…

 

ولم يسلم الغطاء المسيحي من الضرر الذي فضح إنتهاء مدة صلاحيته عبر “الهيلا هو”. وحتى قبل العقوبات الأميركية على الوريث المدلل إستناداً إلى إتهامه بالفساد، إنتاب الغطاء إهتراء أدى إلى تساقط نسيجه.

 

لكن هذا الواقع لا يحول دون استخدامه معطلاً واستخدام شد الحبال بين أركان المنظومة لا يزال يخدم أجندة المحور. والحديث المستجد عن تمديد للعهد القوي ليس عفوياً. فهو يعني إعلان موت الدولة في لبنان رسمياً. والأمر مألوف في سيرة الراغب بالتمديد… فهو لا يجيد الا التدمير وسيلة تتيح له البقاء على أطلال أي مؤسسة يستلمها. يهدّها ويقف فوق الركام.

 

فهذه الشخصية تناسب من لا يريد لبنان إلا ركاماً ليمعن في تحكمه. وسنرى بعد حين كيف تم استغلال مسألة تعقيد تشكيل الحكومة للوصول الى الركام الأعظم.

 

وبعد وعود بالتسهيل وتطمينات، سيكتشف الموعود ان لا أحد يريد أن يضرب على الطاولة ليتحفنا الزمان بتشكيلة وزارية من الإختصاصيين لحكومة مهمة، تنقذ ما تبقى من وجود أركان المنظومة، ليس لأن من يفترض أن يضرب على الطاولة مصرٌ على العمل وفق مبادئ بعينها، ولكن لأنه يعمل للوصول الى نتائج بعينها.

 

وليس دقيقاً الكلام عن أزمة بين الضاحية وبعبدا. جلّ ما في الأمر أن هناك تمايزاً لفظياً لزوم الشعبوية واستعادة الشعبية التي إضمحلت. أما في العمق فخوف بعبدا هو في اقتناع الضاحية بأن إهتراء الغطاء المسيحي فقد وظيفته ولا ينفع فيه الترقيع.

 

حينها… وحينها فقط يكتمل النقل بالزعرور.