Site icon IMLebanon

عون وجّه مطالبه في اتجاه السراي لتسمع حارة حريك… الأصدقاء ” يُزعلّون ” الرئيس

بعبدا مُستاءة من الحلفاء أكثر من الخصوم… و” لطشاتها ” تصوّب على التعطيل المتمادي!

 

لطالما ” دوزن” رئيس الجمهورية ميشال عون علاقاته مع الحلفاء بطريقة مدروسة، لتفادي أي خلاف او تناحر سياسي معهم، لان علاقاته بهم كانت تعتريها بعض الشوائب والثغرات، خصوصاً مع حليف الحليف أي رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل نقاط خلافية كثيرة خرجت الى العلن معه، فيما بقيت العلاقة مع حزب الله جيدة نوعاً ما، وإن تخللّها بعض العتاب والتباين السياسي في وجهات النظر، ما دفع ببعض النواب الصقور في “التيار الوطني الحر” الى تسجيل مواقف رافضة لسياسة الحزب في بعض الملفات، لكن وبعد تفاقم الازمة الحكومية قبل فترة، وعدم إجتماعها تحت شرط إقالة المحقق العدلي في ملف إنفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، تكرّر مطلب رئيس الجمهورية من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بدعوته الى إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء حتى ولو جرت مقاطعتها، اذ لا يمكن بقاء التعطيل في ظل الانهيارات الحاصلة، لكن موقف ميقاتي لم يتغير في إنتظار موافقة الثنائي الشيعي، الامر الذي أبقى الوضع الحكومي على ما هو عليه، ودفع بالرئيس عون الى المطالبة بفصل السلطات، من باب عدم تدخّل السلطة التنفيذية بالسلطة القضائية، مع التشديد على ضرورة إجتماع الحكومة في ظل وجود بنود عديدة متراكمة، تتعلق بشؤون مالية يحتاجها ملف الكهرباء، وتتطلب توقيع وزيرالمال يوسف خليل المحسوب على بري، الذي لن يشارك في اي جلسة ستعقد، في حال لم ينفذ شرط ” الثنائي”.

 

الى ذلك يشير نائب معارض الى انّ موقف رئيس الجمهورية شكّل قبولاً ولفتة ايجابية لدى المعارضين و” نقزة ” لدى الحلفاء بعد مواقفه وقوله: “بتنا امام وجوب الاختيار بين السياسة والقضاء”، وسؤاله: ” لمن الغلبة…؟ هل للصفة التمثيلية ام القضائية؟، اذ لا يمكن إبقاء الحكومة معطلة، فهناك امور تحتاج الى البت بها، ومنها إقرار الموازنة لتسهيل مسائل الكهرباء، وبانّ التفاهم قائم بشكل كبير مع رئيس الحكومة، ووجود اختلاف في الرأي لا يعني الخلاف معه، اما عن العلاقة مع حزب الله، فهناك امور يجب ان تقال بين الاصدقاء، ونحن ننادي بما يقوله الدستور، لان عدم احترامه يعني ان تسود الفوضى”.

 

وتابع المصدر:” يبدو انّ الرئيس عون قد طفح كيله من الحلفاء قبل الخصوم، لذا وجّه “لطشاته” بالجملة بدءاً بالسراي الحكومي كي تسمع حارة حريك، التي حملّها مسؤولية التعطيل السائد في شل المؤسسات وخرق الدستور، مصوّباً اصابع الاتهام هذه المرة بالعلن، لان الاضرار السياسية وتوابعها لا تعّد ولا تحصى، والتعطيل قائم بقوة من دون إذن احد، لذا إنطلقت رسائل بعبدا لتعبّر عن إستيائها مما يجري، في إنتظار تفاعل ميقاتي مع موقف عون، والدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، خصوصاً انه تلقى الضوء الاخضر منه، لكن رئيس الحكومة يتريّث لمزيد من المشاورات والوساطات، تحت حجة عدم تفاقم الخلاف مع الثنائي الشيعي، وإقفال المزيد من الدروب خصوصاً مع الحزب ، لانّ الهواجس تلاحق حكومته من تدهورها نحو هاوية حيث يصعب إنتشالها، ما يفتح الباب امام شتى الانزلاقات، فهل يفعلها ميقاتي وينطلق مع بعبدا للفوز بالخرق المطلوب؟!، معتبراً بأنّ الاخير يراهن على النقمة الشعبية والضغوط لمعاودة جلسات حكومته.

 

وسأل المصدر: “هل يعقل ان يستمر هذا الصمت المدوّي امام ما يجري في البلد، بعد وصول سعر صرف الدولار الى رقم خيالي، أوصل معظم اللبنانيين الى الجوع والفقر، فباتوا يبحثون عن لقمة العيش فلا يجدونها، داعياً الى فك أسر الحكومة وعدم الاستمرار في تعطيل العمل المؤسساتي، وإلا ستبقى الحكومة مغيّبة حتى إشعار آخر، خصوصاً انّ الجمود يطوّق البلد قبل تواجد هذه المشكلة المستعصية، كما دعا الى تدخّل رجال الدين وكل من يستطيع فك هذه العقدة، رأفة بالناس التواقة الى الحل والانفراج، لانّ صمودها في هذه الظروف الصعبة والخطرة بات صعب المنال لا بل يقارب المستحيل، فيما المطلوب الاسراع في التفاوض مع صندوق النقد الدولي وغيرها من الاستحقاقات، وإلا ستبقى تراوح مكانها.

 

ونقل المصدرعن ديبلوماسي غربي قوله: “لبنان ليس الآن من بين الاهتمامات الدولية، لانّ ملفه موضوع حالياً على الرف، والمطلوب ان تحلّوا مشاكلكم في الداخل، وتتفقوا على وضع خطط تنتشلكم من الهاوية، لانّ الداخل حين يتحد يفعل المعجزات، فيما الخارج يبحث عن منافع له كي يطلق المساعدات والحلول، وعليكم فهم ذلك “.