IMLebanon

بيانات العهد القوي بقلم الرصاص

 

 

يبدو أن الكهرباء تنير قصر بعبدا 24/24 على امتداد الليل والنهار. كما أن سيارات الرئاسة متخمة بالوقود. وبالتأكيد السلة الغذائية بكل أساسياتها وتفرعاتها متوفرة وطازجة وإكسترا، للعائلة وامتداداتها وعوائل المستشارين، وإلا لما اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن أزمة البنزين مفتعلة. ناهيك عن باقي الأزمات التي تفرِّخ كالفطر لتلوث سمعته.

 

ولأن التصدي لهذا الافتعال المقيت واجب وطني مقدس، سارع فخامته إلى استدعاء المجلس الأعلى للدفاع على وجه السرعة، ليوكل إليه مهمة كشف هوية مفتعلي الأزمات الخانقة المتلاحقة على أكثر من صعيد. ليصار بعد ذلك إلى تلقينهم درساً من كعب الدست يعيد الأمور إلى نصابها، وتنتهي معاناة هذا العهد القوي مع الشعب اللبناني المصر على تشويه صورته وسيرته بالنق والمطالبة بالدواء والخبز والوقود والكهرباء.

 

ومعه حق سيّد بعبدا في غضبته. فهو كان واضحاً في التبشير بجهنّم، كما كان واضحاً في دعوة من لا يعجبه عهده الى الهجرة.

 

وفي الأثناء، كل شيء يسير وفق مخططات المحور، لا تثنيه عنها تعقيدات من هنا وهناك. ولا يفسد ودّه للشعب اللبناني وأخوَّته له تصريحات تافهة لممثلة ديبلوماسية الشيطان الأكبر.

 

ولِمَ ينشغل بال المحور ما دامت أموره في مناطق نفوذه تسير على سكتها الصحيحة؟ فهو يستثمر في هذه المناطق التي سقطت بالنقاط سيادتها ومعها الاقتصاد والأمن والحدود الدنيا من سبل الحياة الطبيعية، لتتحول شيئاً فشيئاً إلى أسواق مفتوحة لمنتجاته، حتى ينتعش إقتصاده بالرغم من العقوبات المفروضة عليه.

 

وسيحترق بنار جهنّم، وهي غير جهنّم العهد القوي، من يتهم أتباع إيران بأنهم متحكمون بمفاصل القرار اللبناني، وأنهم يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بأجندة “الحرس الثوري في إيران”، ووظيفتهم الأساس الإساءة لعلاقات لبنان التاريخية مع كل الأشقاء العرب الذين لا يدورون في فلك المحور، ومن ثم مطالبة من ينتقد توجههم شرقاً بأن يوفروا للبنانيين المحروقات والمساعدات من هؤلاء الأشقاء الذين يجاهدون لوقف عدوان فخر الصناعة الممانعة من كبتاغون وطائرات مسيرة عليهم.

 

بالطبع لن يتطرق اجتماع المجلس الأعلى للدفاع إلى هذا الواقع، كما لم يتطرق سابقاً إلى نهب أموال المودعين بدعم السلع ليصار إلى تهريبها عبر الحدود التي يسيطر عليها أتباع المحور، في حين يؤكد الناطق باسمه على الأراضي اللبنانية، بأن إيران لا تتدخل في لبنان أو في أي دولة أخرى إلا للمساعدة.

 

بالتالي، فإن المواجهة التي سيقودها الرئيس بترأُسه اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، بما أنه لم يبق شيء في البلاد ليترأسه، ستتمخض عن تحضير بيانات ينكب على إعدادها المستشارون قبل انعقاد الجلسة، التي يصار إلى إستهلالها بقراءة أسماء المشاركين فيها ومن ثم مواقف كبار القوم من انتقادات نارية للوضع الراهن غير المسؤولين عنه بالطبع، لتذيِّل البيانات ببعض القرارات المكتوبة بقلم رصاص، ليس لأن الحبر مقطوع في مؤسسات الدولة ما عدا قصر بعبدا، ولكن لأن الكتابة بالرصاص يسهل محوها، وتغييرها وفق متطلبات مرحلة الصمود على الكرسي على حساب معاناة الناس حتى آخر ثانية من هذا العهد القوي، وربما بعد ذلك اذا لم تتوفر مقومات السير بحياة سياسية طبيعية.