Site icon IMLebanon

أبواب بعبدا مفتوحة امام جعجع.. لكن

 

تمضي الأيام تباعاً، ولا جديد يوحي بأن »طبخة العلاقات« بين »التيار الوطني الحر« برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، و»القوات اللبنانية« برئاسة سمير جعجع، هي »طبخة بحص«، على ما تدل الوقائع اليومية، بين أبرز مكونين في البيئة المسيحية، وتحديداً المارونية.. من غير ان يعني ذلك ان أبواب الحلول مقفلة، خصوصاً وأن الدكتور جعجع أعلن استعداده لزيارة القصر الجمهوري ولقاء الرئيس العماد ميشال عون بهدف وضعه في صورة ما آلت اليه العلاقات الثنائية وما يعترضها من عراقيل..

 

اللقاد المطلوب بين الرئيس العماد عون والدكتور جعجع لن يكون الأول بالطبع، وقد حصل لقاء بين الرجلين في الثاني من تموز من العام الماضي، وهما الرجلان اللذان أبرما »تفاهم معراب« من قبل ان يحط العماد عون في بعبدا رئيساً للجمهورية.. وهو تفاهم، على ما يظهر بات موضع جدل غير مسبوق.

 

ليس من شك في ان غياب »وحدة المعايير« بين الفريقين، ساعد في احداث هذه البلبلة المفتوحة على العديد من الاحتمالات، والانظار تتجه الى ما يمكن ان يكون عليه دور الرئيس العماد عون في »ضبضبة« الخلافات والتوترات بين الفريقين، ليبنى على الشيء مقتضاه، وان كانت بعض الاصوات والآراء، توحي بأن المسألة ليست على هذا القدر من السهولة، خصوصاً وان حسابات البعض تقوم على قاعدة »فرّق تفرح وتربح وحّد تحزن وتخسر.«؟!

ما ينطبق على الثنائي »القوات« و»التيار« ينطبق على عديدين آخرين، من بينهم تمسك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي (النائب السابق) وليد جنبلاط، بحصرية »التمثيل الدرزي..« خصوصاً وان معايير التمثيل غير مثبتة وغير موحدة وغير متفق عليها، وهي تتوزع بين »الأوسع تمثيلاً لدى طائفته« وبين وجوب ان تتمثل في الحكومة المكونات السياسية المختلفة بحسب أحجامها التي كشفت عنها الانتخابات النيابية الاخيرة في ايار من العام الماضي..

 

لم يصدر عن رئاسة الجمهورية ما يشير الى تبني مواقف الوزير باسيل او التحفظ عليها، كلياً او نسبياً.. وان كانت مصادر تؤكد ان أبواب القصر الجمهوري مفتوحة أمام جعجع، وقد سبق للرئيس العماد عون ان التقى مع الوزير السابق ملحم الرياشي، موفداً من جعجع.. وهو وإذ أكد ان الأبواب مفتوحة و»اليد ممدودة للجميع« إلا أنه طلب بعض الوقت لدرس الخيارات الممكنة، وما سيطرح من أفكار وحلول، للخروج بتصور مشترك يؤدي الى حل عقدة »الثنائي الماروني«..

 

ليس من شك، وفي قناعة عديدين، ان ما يصدر عن الوزير باسيل لم يأتِ فجأة، وليس بعيدا عن أجواء بعبدا.. خصوصاً وان العماد عون، لايزال في نظر كثيرين، هو »الأب الروحي« لـ»التيار الوطني الحر«، وما يعلنه الوزير باسيل من مواقف هو »ترجمة لما يسمعه او يشار اليه من الرئيس عون..« وهو (أي باسيل) يسعى الى سد أية ثغرة قد تكون حصلت مع وصول العماد عون الى بعبدا.. على رغم ان الاخير، لا يترك »شاردة او واردة« إلا ويلاحقها ويتابعها، ويكون له رأي فيها..

 

قد يؤدي اللقاء المنتظر في بعبدا، بين الرئيس العماد عون والدكتور جعجع، الى »هدنة«.. لكن هذه الهدنة لن تتحول الى حلحلة عقد التمثيل الماروني في دوائر الدولة، بحدود او بأخرى.. حيث لكل حساباته وتطلعاته، على رغم انخفاض مستوى العلاقات بين »القوات« وقوى سياسية عديدة، من أبرزها تيار »المستقبل..«؟!