بو عاصي لا يدّعي على من اعتدى عليه
بحدّة أقل من مناطق أخرى، شهدت دائرة جبل لبنان الثالثة – بعبدا أجواءً انتخابية هادئة نسبياً على عكس ما حصل في دوائر أخرى مثل بعلبك الهرمل والجنوب.
بدأ النهار الانتخابي بنزول رئيس الجمهورية ميشال عون الى حارة حريك للإدلاء بصوته، حيث تعرض للشتائم من قبل أحد الموجودين، ما اضطر الحرس الجمهوري الى توقيفه وسحله في الشارع، وقال عون بعد الإدلاء بصوته: «الاقتراع واجب وأتمنى على الجميع أن ينتخب والمواطن لا يمكن أن يكون محايداً لقضية أساسية في اختيار نظام الحكم».
على الضفة المقابلة، تم تسجيل مخالفات في قضاء بعبدا، حيث وقع إشكال في قلم الشياح بين مندوبة تدعى «ق.ص.» ورئيس القلم، على خلفية محاولتها الاقتراع خارج مركزها، ولا يحق لها بذلك حيث طلب منها رئيس القلم إستحضار تصريح بذلك، ما أدى الى تلاسن بينها وبين رئيس القلم وتدخل القوى الأمنية للمعالجة.
لا بد من الإشارة الى أن المعركة لتخسير مرشحي القوات اللبنانية كانت كبيرة ومحتدمة جداً، حيث وصل الأمر في بعض المناطق الى خطف المندوبين وترهيبهم وقطع الطرقات على المرشحين في مناطق عدة.
ووصل الأمر في منطقة حمانا، وأثناء قيام عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي بجولة في المنطقة، ان قام أحد مناصري تيار معيّن يقود سيارة تحمل لوحة سورية بمحاولة دهس بو عاصي ومرافقيه، ما أدى الى إصابة 3 من مرافقي بو عاصي بجروح، وعندما تبيّن أن سائق السيارة هو من أبناء حمّانا، أسقط بو عاصي الادعاء الشخصي بحقه.
في بعبدا تتنافس لوائح عدة على الفوز بالمقاعد النيابية، خصوصاً المارونية منها، فتتنافس القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ولوائح التغيير على الفوز بالمقاعد المارونية الثلاثة، وتحديداً المقعد الثالث بعد تثبيت المقعدين الآخرين للنائب بيار بو عاصي عن القوات اللبنانية وألان عون عن التيار الوطني الحر، أما اللوائح فأبرزها: بعبدا التغيير، بعبدا السيادة والقرار (القوات اللبنانية – الحزب التقدمي الإشتراكي) وتؤمن الحاصل الانتخابي من الأصوات المسيحية والدرزية، الوفاق الوطني (تحالف التيار وحزب الله) وتؤمن حاصلها من الأصوات الشيعية، بعبدا تنتفض، الجبل ينتفض، الجبل.
اللافت هنا وبعد المتابعة في العديد من الأقلام، حصول لائحة بعبدا تنتفض على نسبة عالية من التصويت، بعد قيام نداء الوطن بجولة في قرى المتن الأعلى، وفي سابقة من نوعها، لاحظنا وجود حماسة عند فئة الشباب الذين ينتخبون للمرة الأولى، مشيرين في حديث لنداء الوطن، الى أنهم سئموا من نظام الحكم في لبنان، مؤكدين المشاركة في العملية الديمقراطية من أجل محاولة الإتيان بمن يؤمن لهم مستقبلهم لأنهم يرفضون مغادرة البلاد، حتى الآن.
في الخلاصة ونظراً لأن هذه الانتخابات تعتبر مصيرية للأحزاب والقوى التغييرية من جهة، وانتشال البلاد مما هي عليه من جهة أخرى، فإن المقاعد المارونية الثلاثة في بعبدا لا تقلّ أهميةً عن أهمية المعركة ككل، وتحديدا المقعد الثالث الذي كان يشغله النائب حكمت ديب، فهل ينجح التيار الوطني الحر بالمحافظة عليه؟ أم ستنتزعه القوات اللبنانية؟ أم ستنجح قوى التغيير بفرض نفسها كلاعب أساس في المنطقة؟