بعدما تراجعت المبادرات الرئاسية التي انطلقت من جانب فريق الرابع عشر من آذار إلى الربع الأول وحتى إلى ما قبله نتيجة تمسك حزب الله بقرار الاستمرار في تعطيل الانتخابات الرئاسية بإيعاز من ولاية الفقيه، وانعدمت معها كل الفرص لإحداث أي خرق بسيط يمكن أن يتعلق به اللبنانيون للخروج من هذا المأزق، اتجهت أعينهم إلى الفاتيكان وباريس التي يزورهما الرئيس الإيراني حسن روحاني وإلى المقلب الدولي الأخير الذي يستعد للحلقة الأولى من مفاوضات جنيف 3 إعتباراً من يوم بعد غد الجمعة و سط تجاوز روسي – أميركي لمجموعة الرياض المعترضة في ظل توافر وفدي النظام والمعارضة وفق لائحة موسكو واعتراض أوروبي تقوده فرنسا التي أكدت ان هيئة التفاوض السورية التي تشكّلت في الرياض يجب أن تقود محادثات السلام المقررة مع الحكومة السورية في وقت أعرب فيه فريق تفاوض المعارضة السورية عن عدم تفاؤله حيال محادثات السلام لافتاً إلى أن مبعوث الأمم المتحدة لا يمكنه إملاء الشروط على المعارضة، لعلهم يتلمسون ولو بصيص نور يُعيد لهم الأمل في تلمّس حلول تُخرج الوضع اللبناني من قلب العاصفة، إلا أن كل الدلائل الخارجية التي ظهرت حتى الساعة، إن على صعيد زيارة الرئيس الإيراني الى الفاتيكان ومحادثات الـ40 دقيقة مع الحبر الأعظم والتي كما ذكر احتل الوضع اللبناني جانباً منها لا تشي بأن إيران على استعداد لتعديل موقفها في الوقت الحاضر والتخلي بالتالي عن الورقة اللبنانية التي تستخدمها في مفاوضاتها مع دول القرار لتحديد حجمها وموقعها في منطقة الشرق الأوسط، وقد عكست محادثات بابا روما مع البطريرك بشارة الراعي ذلك في إشارة من الحبر الأعظم إلى وجوب أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية، كذلك عكستها تصريحات كبار المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس هولاند عشية إجتماعه مع الرئيس الإيراني، وعشية بدء مفاوضات جنيف3 على وقع الاعتراضات المسبقة للمعارضة السورية على التفاهم الروسي الأميركي وعلى المواقف التي عبر عنها مبعوث الأمم المتحدة، الأمر الذي يعني أن الوضع اللبناني المأزوم باقٍ على حاله، ومعه إستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية وبالتالي استمرار إنسداد الحلول والمبادرات الداخلية التي أطلقت من جانب فريق قوى الرابع عشر من آذار ممثلة بمبادرة زعيم تيّار المستقبل سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وإن كانا لا يزالان يتمسكان بها، ومعه استمرار حزب الله في التعطيل لتبقى أبواب قصر بعبدا مقفلة ومفاتيحها في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.