Site icon IMLebanon

لقاء «الضحك على ذقون الناس»!

 

انعقدت في بعبدا جلسة «اللقاء الوطني – موديل 2020»، ولست أرى كيف يُمكن الوصول إلى أية نتائج، في ظل غياب أطراف أساسيين في النزاع السياسي الدائر لعقود.

 

ولولا مداخلة الرئيس ميشال سليمان، ومسايرة الوزير وليد جنبلاط، لكان اللقاء أقرب إلى جلسة أفراد العائلة الواحدة حول فنجان قهوة!!

 

كنا نأمل أن يكون لقاء قصر بعبدا مدخلاً لتحرك سريع فاعل وحاسم وقرارات تنفيذيّة (لا حوارات) لإنقاذ المواطنين الغلابى المسحوقين بنار الغلاء والبطالة والمرض، وشبح الجوع والفلتان الأمني.

 

وكنا نتمنى أن يكون اللقاء مرحلة من مراحل التقدم نحو ولادة وطن فعلي «نهائي» في زمن استحال فيه وقوع المعجزات. لكن لا جدوى ولا حياة لمن تنادي.

 

ويؤكد التباس عقد «اللقاء الوطني» (بمن حضر) وغاياته واهدافه، أن يتلو مشروع البيان الوزير السابق سليم جريصاتي! وفات منظّمو اللقاء أن السكوت من ذهب في هذه الظروف، وان الصمت هو أبلغ بلاغ. لكن لم يفتهم عزف نغمة اللجان (مقبرة المشاريع)، فاقترح تشكيل لجنة لاستمزاج آراء الكتل والنواب، ورفع توصياتها إلى «لقاء بعبدا»!

 

على أي حال إلى مدّعي الحوار الوطني أقول: أيها «المتحاورون»… «تحاوروا»… لكن لا يصافح ولا يقبّل ولا يعانق بعضكم بعضاً قبل أن يزول دخان الحرائق، وتشفى جروح المصابين، وتجفّ دماء الذين نحرتموهم (وتنحروهم) عبثاً في شوارع وأزقة مدن وقرى لبنان على مدى عقود.

 

نخشى أن تُكرّس المهزلة التي حصلت مصطلح اللقاء والحوار بمعنى «تقطيع الوقت بانتظار المُستجدات لقلب الموازين والمعادلات» و«الضحك على ذقون الناس»!