كنت اتابع كلمة رئيس الحكومة حسّان دياب في لقاء اهل البيت الواحد في قصر بعبدا، ولوهلة ظننت انه يستشهد بمقالاتي التي كتبتها تباعاً في الديار ونشرت في بعض المواقع الالكترونية، وعلى صفحتي في «فيس بوك» وعاتبني بعض الاصدقاء والقراء لهجومي الدائم على دياب وعلى حكومته، ولهؤلا الاعزاء لا اقول سوى ارجعوا الى كلمة دياب في قصر بعبدا، واحكموا بعدها من هو على حق، ولاحظوا ان دياب في لحظة وجدانية اعترف بالهوّة القائمة بينه وبين الناس، واعترف بالتقصير في تحقيق ما وعد به، ولكنه، يا للعجب، على الرغم من هذا الاعتراف، دعا الى تشكيل لجنة لتحقيق ما اخفق فيه هو وحكومته، بدلاً من ان يعلن استقالة حكومته، او يجزم امام اللبنانيين انه سيقوم باصلاحات سريعة او يستقيل.
مايك بومبيو وزير الخارجية الاميركية، اعلن في بيان له ان بلاده مستعدة لدعم الحكومة، وكذلك دول العالم، ان هي نفذت اصلاحات حقيقية، كما ان الحكومة الفرنسية مستاءة من دياب وحكومته لتجاهل دعواتها والدول الاوروبية، الى تحقيق الاصلاحات التي تعهّد لبنان بتنفيذها في مؤتمر سيدر منذ اكثر من سنتين، وهي محبطة لعدم تعيين الهيئة الناظمة لمؤسسة الكهرباء، ومجلس ادارة جديداً، والتراجع عن وقف بناء محطة كهربائية في سلعاتا، لانها وفق باريس «غير مجدية ومكلفة ويمكن الاستغناء عنها»، كما ان لقاء وزير خارجية لبنان ناصيف حتي بوزير خارجية فرنسا ايف لودريان لم يكن ايجابياً لهذها الاسباب تحديداً.
اما في العودة الى لقاء بعبدا، لا شك انه فشل كبير للحكومة ولمسيرة العهد، ولو ان الرئيس ميشال عون، اعتمد جدول اعمال مثل طرح العلاقات اللبنانية العربية والدولية، والحياد الايجابي، وتحقيق اللامركزية الادارية الموسعة ومجلس الشيوخ، وتنفيذ الاصلاحات في مدة زمنية محددة، وقانون سيدر ووقف التهريب عبر الحدود والمرافق العامة، وتقصير ولاية مجلس النواب، بما يحقق المطالب الاساسية لانتفاضة اللبنانيين، او تعطى الحرية للمشاركين في اللقاء بطرح ما يرونه ضرورياً لانقاذ لبنان من الكوارث، بدلاً من اقتصار اللقاء على اهل البيت وكان من الافضل ان تبقى علانية اللقاء قائمة، ليطلع اللبنانيون عما يدور في الداخل، بدلاً من لغة التسريب التي بدأت حتى قبل انتهاء اللقاء، وبشكل مجتزأ، علماً بان البيان الختامي كان معّداً مسبقاً، إن حضر المعارضون او لم يحضروا، واعتراض الرئيس مشال سليمان عليه يدلّ على ذلك.
لقاء اهل البيت… لم يحقق جديداً…